الصاحبي في فقه اللغة
الناشر
محمد علي بيضون
رقم الإصدار
الطبعة الأولى ١٤١٨هـ
سنة النشر
١٩٩٧م
موضع آخر فيقولون: "انشقت عصاهم" إذا تفرقوا. وذلك يكون للعصا ولا يكون للقوم. ويقولون: "كشَفَتْ عن ساقها الحروبُ". وفي كتاب الله جلّ ثناؤه: ﴿كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ﴾ ١ يقولون للرجل المذموم: إنما هو حمار. وقال الشاعر:
دُفِعتُ إلى شيخ بجنَبِ فِنائِهِ ... هو العِيرُ إلا أنّه يتكلَّمُ
ومنه قوله جلّ ثناؤه: ﴿الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾ ٢ و﴿أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ﴾ ٣ أي في الخلق الجديد. و﴿بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾ ٤ وتقول العرب: "رانَ به النُّعاس" أي غلب عليه. و﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ ٥ أي ضيق وشدة. و﴿لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ﴾ ٦. و﴿امْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ ٧ وقوله جلّ ثناؤه: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ﴾ ٨ وتقول العرب "ناقة تاجِرَة" يريدون أنها تُنْفِّقُ نفسَها بحسنها. وقوله جلّ ثناؤه: ﴿وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ﴾ ٩ و﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ﴾ ١٠ و﴿أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ﴾ ١١ ويُراد حظُّهم وما يحصل لهم. والعرب تقول١٢:
فإني لستُ منكَ ولستَ مني ... إذا ما طارَ من مالي الثمينُ
أي حصل. ومنه قوله جل ثناؤه: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ﴾ ١٣ أي ائْتِ بها كما أمرتَ به و﴿إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ﴾ ١٤ أي عَصَمَكَ منهم. رواه شعْبَة عن أبي رَجاء عن
١ سورة المدثر، الآية: ٥٠. ٢ سورة القيامة، الآية: ٢٩. ٣ سورة النازعات، الآية: ١٠. ٤ سورة المطففين، الآية: ١٤. ٥ سورة البلد، الآية: ٤. ٦ سورة العلق، الآية: ١٥. ٧ سورة تبت، الآية: ٤. ٨ سورة الدخان، الآية: ٢٩. ٩ سورة العنكبوت، الآية: ٦٧. ١٠ سورة الشعراء، الآية: ٢٢٥. ١١ سورة الأعراف، الآية: ١٣١. ١٢ المقاييس: مادة "ثمن" بلا عزو. ١٣ سورة الإسراء، الآية: ٧٨. ١٤ سورة الإسراء، الآية: ٦٠.
1 / 155