الصاحبي في فقه اللغة
الناشر
محمد علي بيضون
رقم الإصدار
الطبعة الأولى ١٤١٨هـ
سنة النشر
١٩٩٧م
فِي بَطْنِهِ﴾ ١ وقوله جلّ وعزّ: ﴿فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ﴾ ٢ فلها وجهان: أحدهما أن يكون بمعنى "هَلاَّ" والوجه الآخر أن يكون بمعنى "لَمْ" يقول: فلم تكن قرية آمنت فنفعها إيمانها إلاّ قومَ يُونُسَ. ومثله: ﴿فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ﴾ ٣ بمعنى لم يكن.
لمْ ولمّا:
"لَمْ" تنفي الفعلَ المستقبل وتنقلُ معناهُ إلى الماضي. نحو: "لم يقم زيد" تريد: ما قام زيد. فإن دخل عليها حرفُ جزاء لم تنقل معنى الاستقبال، تقول: إنْ لَمْ تَقُمْ ولا يحسنُ السكوت عليها إلا إذا كانت جوابًا لمثَبت كأنَّ قائلًا قال: "قد خرج زيد" فتقول: "لما".
و"لما" لا تدخل إلاّ على مستقبل، تقول: "جئت ولما يجئ زيدٌ بعدُ" فيكون بمعنى "لمْ" كقوله جلّ ثناؤه: ﴿بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابَ﴾ ٤.
فأمّا "لمّا" التي للزمان فتكون للماضي، تقول: "قصدتُكَ لَمّا وَرَدَ فلان".
لَنْ:
"لن" تكون جوابًا للمثبِت أمرًا في الاستقبال، يقول: "سيقوم زيد" فتقول أنت: "لن يقومَ".
وحكي عن الخليل أنّ معناها: "لا أنْ" بمعنى "ما هذا وقت أن يكون كذا".
لا:
"لا" حرف نَسَقٍ يَنفي الفعلَ المستقبلَ، نحو: "لا يخرجُ زيدٌ". ويُنهى به نحو: "لا تفعلْ". ويكون بمعنى "لمْ" إذا دخلتْ على ماض كقوله جلّ ثناؤه: ﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى﴾ ٥ أي: لم يُصِّدقْ ولم يُصلّ. وقال الشاعر٦:
_________
١ سورة الصافات، الآية: ١٤٤.
٢ سورة يونس، الآية: ٩٨.
٣ سورة هود، الآية: ١١٦.
٤ سورة ص، الآية: ٨.
٥ سورة القيامة، الآية: ٣١.
٦ الأزهية: ١٥٨.
1 / 120