أدلة القائلين بنفي الرؤية
وهي قسمان: عقلية ونقلية
أما العقلية، فهي:
1 يقول الفلاسفة: إن رؤية الشيء أي شيء بالعين الباصرة، وانعكاس الأشعة تتحقق في حالة:
أأن يكون للمرئي جهة معينة.
ب أن يكون بين الرائي والمرئي مسافة ما، لو زادت هذه المسافة أو قصرت لاختلت الرؤية وتعذرت على الرائي.
ج أن يكون المرئي في محاذاة وقبال الرائي.
(خلاصة ذلك إنها لما كانت الموانع الثمانية(1) ممتنعة في حق الله فالرؤية ممتنعة أيضا).
ومع هذه النقاط نهتدي إلى استحالة رؤية الله عز وجل وعدم إمكانها بأي حال؛ لأن هذه الجهات المذكورة لا يمكن أن تتحقق مع الله سبحانه فهو ليس في مكان مادي معين، ولايعقل تصور المسافة المادية بينه وبين العبد أو أن يكون بمحاذاته؛ لأن كل ذلك يستدعي القول بالتجسيم وإشغاله حيزا من الفراغ، وهو محال على الله عز وجل.
2 إن رؤية الله عز وجل تتصور على نحوين.
أولا: أن تحيط الرؤية بتمام الذات الإلهية المقدسة وينظر إلى وجود الله كله بالعين البشرية، فهو يستلزم تحديد وجود الله وحصره بنقطة أو مكان معينين وخلو سائر النقاط الأخرى عن هذا الوجود.
صفحة ١٠٠