وتصاريف لفظة الإدراك دالة على هذا فقوله تعالى: {حتى إذا اداركوا فيها} (1) لا يقصد به: أن كل فريق منهم قد أحاط بغيره، وإنما هو: أن كل فريق لحق سابقه.
ثم قال الخليلي: (( واستشهاد الصحابة رضوان الله تعالى عليهم على نفي الرؤية بهذه الآية الكريمة من أوضح الأدلة وأبينها، وأقوى الشواهد وأقطعها بأن الإدراك إذا أسند إلى الأبصار لا يكون إلا بمعنى الرؤية فإنهم رضي الله تعالى عنهم عرب أقحاح طبعوا على فصيح الكلام العربي بتربيتهم العربية الصحيحة، وزادهم القرآن الكريم الذي كان ينزل بين ظهرانيهم علما بمعانيها وخبرة باستعمالها، فأنى لهم أن يجهلوا الفرق بين رؤية البصر وإدراكه لو كان بينهما فرق؟
صفحة ١٠٦