روى الأمير الحسين بن بدر الدين، عن ابن عباس، أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الوتر: (( اللهم إنك ترى ولا ترى ))(1).
قال الإمام الهادي إلى الحق عليه السلام: (( إن الله تبارك وتعالى ذكر التوحيد في كتابه فقال: {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد} (2) فأخبرنا أنه الواحد الأحد، الذي ليس بوالد ولا ولد، وأنه ليس له كفؤا أحد ولاشبيه، في وجه من الوجوه.
وقال: {هل تعلم له سميا} (3) يقول: كفؤا أو نظيرا. وقال: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} (4)، وقال: {لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} (5)، ولم يقل في الدنيا دون الآخرة، فنفى عن نفسه درك الأبصار في كل وقت من أوقات الدنيا والآخرة كما نفى عن نفسه السنة والنوم في الدنيا والآخرة على كل وجه من الوجوه، فقال: {لاتأخذه سنة ولانوم} (6).
قال أحمد الخليلي: (( ووجه الاستدلال بالآية أنه تعالى مدح نفسه فيها بأن الأبصار لا تدركه، وإدراكها الرؤية، فتبين منها أن عدم رؤيته بالأبصار صفة ذاتية لازمة له تعالى، فإنه لو رؤي للزم زوال مدحه وإذا زال إنقلب إلى ضده، وهو الذم تعالى الله عنه، ومن ناحية أخرى فإنه إخبار من الله سبحانه بوصف من أوصافه، وأخبار الله لا تتبدل؛ لأنها لو تبدلت كان التبدل تكذيبا لها {ومن أصدق من الله قيلا}.
صفحة ١٠٣