رسوم دار الخلافة

هلال الصابئ ت. 448 هجري
74

رسوم دار الخلافة

محقق

ميخائيل عواد

الناشر

دار الرائد العربي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٩٨٦م

مكان النشر

بيروت

رَأسه وتناوله من الْمَكْرُوه قولا وفعلا بِمَا اسرف فِيهِ وَعرف الْمُطِيع لله ذَلِك فَلم يُنكره وَانْصَرف ابْن أبي الشَّوَارِب إِلَى دَاره فاحتجب فِيهَا وَلم يخرج مِنْهَا حَيَاء وكمدا وَكَانَت وَفَاته عقيب هَذِه الْقِصَّة وحَدثني إِبْرَاهِيم بن هِلَال جدي قَالَ حَدثنِي المكني أَبَا عَليّ الْحسن بن مُحَمَّد الانباري قَالَ: كنت أخط بَين يَدي دلوية الْكَاتِب وَهُوَ يتَوَلَّى كِتَابَة سَلامَة أخي نجح الملقب فِي أَيَّام القاهر بِاللَّه بالمؤتمن وسلامة إِذْ ذَاك حَاجِب القاهر بِاللَّه وَكنت أَجْلِس فِي دهليز بَاب الْخَاصَّة الَّذِي يَلِي دجلة من دَار السُّلْطَان فأخدم صَاحِبي فِيمَا يستخدمني فِيهِ فَإِنِّي لجالس مُتَعَلق على دكة هُنَاكَ إِذْ جعلت إِحْدَى رجْلي على الْأُخْرَى وَكَانَ بإزائي صديق لي من خلفاء الْحجاب يودني ودا شَدِيدا فَوَثَبَ إِلَى وَضرب رجْلي ضَرْبَة مؤلمة بعصا كَانَت فِي يَده فَقُمْت مذعورا فَقَالَ: يَا أَبَا عَليّ اعرف لي مَوضِع مسامحتي اياك وَوَاللَّه لَو ان هَاهُنَا من أَتَخَوَّف ان يرفع الْخَبَر لما قدرت على مسامحتك فَقلت: وَأي شَيْء انكرت مني وَبِأَيِّ شَيْء سامحتني فَقَالَ: نَحن مأمورون إِذا رَأينَا أحدا من النَّاس كلهم قد جلس فِي دَار السُّلْطَان هَذِه الجلسة الَّتِي جلستها وَوضع إِحْدَى رجلَيْهِ على الْأُخْرَى بِأَن تجر رجله من مَوْضِعه حَتَّى

1 / 76