رسوم دار الخلافة

هلال الصابئ ت. 448 هجري
32

رسوم دار الخلافة

محقق

ميخائيل عواد

الناشر

دار الرائد العربي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٩٨٦م

مكان النشر

بيروت

هِلَال جدي قَالَ: دخل الْحسن بن مُحَمَّد المهلبي يَوْمًا فِي وزارته لمعز الدولة إِلَى حَضْرَة الْمُطِيع صلوَات الله عَلَيْهِ وَجرى بَينهمَا خطاب علا صَوت المهلبي فِيهِ فَغَضب الْمُطِيع وَقَالَ لَهُ: يَا كلب ترفع صَوْتك بَين يَدي وَأمر بِهِ فَأخْرج مجذوبا بِيَدِهِ ومدفوعا فِي ظَهره وَجلسَ فِي الدهليز وَقَالَ: انا خَادِم وَلم يكن مَا أنكر مني عَن عمد أَو سوء أدب وانما صوتي جهير وَكَانَ مَا كَانَ من كَلَامي على هَذَا الأَصْل وَمَتى انصرفت على هَذِه الْجُمْلَة الَّتِي لَا تخفى وَهن جاهي ووقف أَمْرِي وتنكر لي صَاحِبي وَلم يزل يسْأَل ويضرع إِلَى ان أذن لَهُ فِي الْعود إِلَى حَضْرَة الْمُطِيع صلوَات الله عَلَيْهِ وَدخل وَاعْتذر وخاطبه بِمَا سكن بِهِ مِنْهُ وسبيله ان يقل الِالْتِفَات إِلَى جانبيه وورائه والتحريك ليده أَو شَيْء من أَعْضَائِهِ أَو رفع رجل للاستراحة عِنْد اعيائه وَأَن يغض طرفه عَن كل مرأى إِلَّا شخص الْخَلِيفَة وَحده ومخارج لَفظه وَألا يسَار أحدا فِي مَجْلِسه وَلَا يُشِير إِلَيْهِ بِيَدِهِ وَلَا عَيْنَيْهِ وَلَا يقْرَأ رقْعَة وَلَا كتابا يوصلان إِلَيْهِ بَين يَدَيْهِ إِلَّا مَا احْتَاجَ إِلَى قِرَاءَته عَلَيْهِ وَأذن لَهُ فِيهِ وَلَا يُخَاطب من يخاطبه فِي تعرف أَمر مِنْهُ أَو إِقَامَة حجَّة عَلَيْهِ إِلَّا بأخف الْأَلْفَاظ وَأَشد الِاسْتِيفَاء وان يَجْعَل وُقُوفه من أول مدخله وَإِلَى حِين مخرجه فِي مَوضِع رتبته من غير أَن يتجاوزه إِلَى مَا فَوْقه أَو دونه اللَّهُمَّ إِلَّا ان يَدعُوهُ الْخَلِيفَة إِلَى سر

1 / 34