94

الرياض النضرة

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الثانية

عليه فكان سبب موته، فلما قبض رسول الله ﷺ ارتدت العرب وقالوا: لا نؤدي زكاة، فقال: لو منعوني عقالًا لجاهدتهم عليه، فقلت: يا خليفة رسول الله ﷺ تألف الناس وارفق بهم فقال: أجبار في الجاهلية، وخوار في الإسلام؟ إنه قد انقطع الوحي وتم الدين، ثم انتفض وأنا حي، خرجه النسائي. وخرج في الصفوة منه قصة الغار عن أنس وقال في آخره: فلما أصبح قال رسول الله ﷺ: "فأين ثوبك يا أبا بكر؟ " فأخبره بالذي صنع، فرفع النبي ﷺ يديه وقال: "اللهم اجعل أبا بكر في درجتي يوم القيامة" فأوحى الله سبحانه إليه: "أن الله قد استجاب لك". وخرجه الحافظ أبو الحسن بن بشران والملاء في سيرته عن ميمون بن مهران عن ضبة بن محصن الغنوي قال: كان علينا أبو موسى أميرًا بالبصرة فكان إذا خطبنا حمد الله ﷿ وأثنى عليه وصلى على النبي ﷺ ثم بدأ يدعو لعمر قال: فأغاظني ذلك منه فقمت إليه فقلت له: أين أنت عن صاحبه، تفضله عليه؟! قال: فصنع ذلك ثلاث جمع ثم كتب إلى عمر يشكوني ويقول: إن ضبة بن محصن الغنوي يتعرض لي في خطبتي قال: فكتب إليه عمر أن أشخصه لي قال: فأشخصني إليه، فقدمت على عمر فدققت عليه فخرج إلي فقال: من أنت؟ فقلت: أنا ضبة بن محصن الغنوي قال: فلا مرحبًا ولا أهلًا قال: قلت: أما الرحب فمن الله ﷿ وأما الأهل فلا أهل ولا مال، فبِمَ استحللت يا عمر إشخاصي من مصري بلا ذنب أذنبته؟ قال: فما الذي شجر بينك وبين عاملك؟ قال: قلت: الآن أخبرك يا أمير المؤمنين: كان إذا خطبنا فحمد الله ﷿ وأثنى عليه وصلى على النبي ﷺ بدأ يدعو لك، فأغاظني ذلك منه قال: فقمت إليه وقلت له: أين أنت عن صاحبه، تفضله عليه؟! فصنع ذلك ثلاث جمع، ثم كتب إليك يشكوني قال: فاندفع عمر باكيًا فجعلت أرثي له، ثم قال: أنت والله

1 / 105