الرياض النضرة
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الثانية
قال: أنس فوالله ما رأيت يومًا أضوأ ولا أنور ولا أحسن من يوم دخل علينا رسول الله ﷺ ولا رأيت يومًا أظلم ولا أقبح من يوم مات فيه رسول الله ﷺ أخرجهما في فضائله.
"شرح" -كمنا: أي اختفيا ومنه الكمين في الحرب زهاء خمسمائة أي قدرها وعن بريدة بن الحصيب الأسلمي قال: لما أقبل رسول الله ﷺ من مهاجره لقي ركبًا فقال: "يا أبا بكر سل القوم من هم" فسألهم فقالوا: من بني سهم فقال: "رمى بسهمك يا أبا بكر" حديث حسن.
وعن عروة بن الزبير أن رسول الله ﷺ لما قدم المدينة تلقاه المسلمون بظهر الحرة فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عامر بن عوف وذلك يوم الاثنين في شهر ربيع الأول فقام أبو بكر للناس وجلس النبي ﷺ صامتًا فطفق من جاء من الأنصار من لم ير رسول الله ﷺ يجيء أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول الله ﷺ فأقبل أبو بكر حتى ظلل على رسول الله ﷺ بردائه فعرف الناس رسول الله ﷺ عند ذلك خرجه البخاري.
وعن ابن الفضل ابن الحباب الجمحي قال: سمعت ابن عائشة يقول أراه عن أبيه قال: لما قدم رسول الله ﷺ المدينة جعل الصبيان والنساء والولائد يقولون:
طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع
خرجه الحلواني على شرط الشيخين. قال: ابن إسحاق: نزل رسول الله ﷺ فيما يذكرون على كلثوم بن هدم أخي عمرو بن عوف ويقال: بل على سعد بن خيثمة لأنه كان عزبًا لا أهل له ونزل أبو بكر على حبيب بن عساف أخي بني الحارث بن الخزرج
1 / 122