132

رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام

محقق

نور الدين طالب

الناشر

دار النوادر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

مكان النشر

سوريا

تصانيف

* الشرح:
الكلام على الحديث من وجوه:
الأول: قوله ﵊: «إذا توضأ أحدكم» معناه: إذا أراد الوضوء، ومنه قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل: ٩٨]؛ أي: إذا أردت القراءة. الثاني: قوله ﵊: «فليجعل في أنفه»؛ أي: ماء: فحذف ذلك؛ للعلم به، وقد جاء مبينا في الرواية الأخرى، ومعنى (يجعل) هنا يلقي.
ول (جعل) (١) معان أربعة: خلق، وصير، وألقى، وشرع: فمن الأول قوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ [الأنعام: ١]، فيتعدى إلى مفعول واحد، ومن الثاني: جعلت البصرة بغداد، فيتعدى إلى مفعولين بنفسه.
ومن الثالث: جعلت المتاع بعضه على بعض، فيتعدى للأول بنفسه، وللثاني بحرف الجر.
ومن الرابع: جعل زيدٌ يقول كذا، فيكون من أفعال المقاربة، يرفع الاسم، وينصب الخبر، إلا أن خبره لا يكون إلا فعلًا مضارعا

= (١/ ٢٦٢) و(٤/ ١٦٠)، وعمدة القاري للعيني (٣/ ١٤)، و(٧/ ٢٤)، وكشف اللثام للسفاريني (١/ ٥٦)، وسبل السلام للصنعاني (١/ ٤٧)، ونيل الأوطار للشوكاني (١/ ١٦٩).
(١) في (خ): وليجعل.

1 / 64