100

رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام

محقق

نور الدين طالب

الناشر

دار النوادر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

مكان النشر

سوريا

تصانيف

فائدة ترجع للمهاجرين؛ لكي لا يتكل على نفس الهجرة، فبين لهم ﵊ أن الهجرة التامة الكاملة هي (١) هجران الفواحش، ففيه حض على التزام الطاعات (٢)، وعدم الاغترار بالهجرة، وحث على الجد في الفضائل، وأن لا يعتمدوا على الهجرة ويتركوا العمل. والفائدة الثانية: ترجع إلى من لم يهاجر، ففيه ترجية لهم، وإيناس وتبيين أن سبل الطاعات باقية، وأعمال الخير متلاحقة، وأن اسم الهجرة باقٍ لهم مقول عليهم عند هجران المحارم وجميع ما نهى الله عنه، بل هو أعظم هجرة، وأكبر فضيلة. قلت: وينبغي أن تُسَدَّسَ بهجرة من أمكنه من المسلمين الخروج من دار الكفر؛ كما قيل، والله أعلم. ومعنى الحديث يتناول الجميع، غير أن السبب يقتضي الهجرة من مكة إلى المدينة (٣)؛ لما نقل: أنَّ رجلًا هاجر من مكة إلى المدينة، لا يريد بذلك فضيلة الهجرة، وإنما هاجر ليتزوج امرأةً تسمى: أم قيس، فسمي: مهاجر أم قيس (٤)؛ ولهذا خص ﵊

(١) في (ق): "في بدل هي. (٢) في (ق): "الالتزام. (٣) في (ق): "للمدينة. (٤) رواه الطبراني في «المعجم الكبير» (٨٥٤٠)، عن ابن مسعود ﵁. وذكر الحافظ ابن حجر في «الفتح» (١/ ١٠)، رواية ثانية عند الطبراني ومن =

1 / 32