واستعذبوا العصيان. والمدينة فى صحراء ولأهلها بطش وشدة يمنعون أنفسهم ويحمون حوزتهم. وسمك سور المدينة ثمانية أذرع؛ وأكثر أمرائهم منهم وبها عقارب قتالة أضر من عقارب «نصيبين» (1). وهم موالى عمر بن عبد العزيز وجرأهم الاكراد بالغلبة على الأمراء ومخالفة الخلفاء وذلك أن بلدهم مشتى ستين ألف بيت من أصناف الاكراد الجلالية واليابسان والحكمية والسولية (2).
ولهم به مزارع كثيرة ومن صحاريه يكون أكثر أقواتهم وبقرب من هذه المدينة جبل يعرف بشعران (3) وآخر يعرف بالزلم (4) فيه حب الزلم (5) الذى يصلح لأدوية الجماع ولا أعرفه فى مكان غيره. ومنها إلى ديلمستان (6) سبعة فراسخ.
وهذه قرية كان الديلم فى أيام الأكاسرة إذا خرجوا عن بلادهم للغارة عسكروا بها وخلفوا سوادهم لديها وانتشروا فى الأرض عائثين فإذا فرغوا من غارلتهم عادوا إليها ورحلوا منها إلى مستقرهم فهى تعرف إلى اليوم بهم.
صفحة ٥٨