الرسالة القشيرية
محقق
الإمام الدكتور عبد الحليم محمود، الدكتور محمود بن الشريف
الناشر
دار المعارف
مكان النشر
القاهرة
وَمِنْهُم أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن عَطَاء الروذباري ابْن أخت الشيخ أَبِي عَلِي الروذباري شيخ الشام فِي وقته مَات بصور سنة تسع وستين وثلاث مائة.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت عَلِي بْن سَعِيد المصيصي يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن عَطَاء الروذباري: يَقُول كنت راكبا جملا فغاصت رجلا الجمل فِي الرمل فَقُلْتُ: جل اللَّه فَقَالَ الجمل: جل اللَّه، وكأن أَبُو عَبْد اللَّهِ الروذباري إِذَا دعا أَصْحَابه مَعَهُ إِلَى دعوة فِي دور السوقة ومن لَيْسَ من أهل التصوف لا يخبر الفقراء بِذَلِكَ، وَكَانَ يطمعهم شَيْئًا فاذا فرغوا أخبرهم ومضى بِهِمْ، فكانوا قَدْ أكلوا فِي الوقت فلا يمكنهم أَن يمدوا أيديهم إِلَى طَعَام الدعوة إلا بالتعزز، وإنما كَانَ يفعل ذَلِكَ لئلا تسوء ظنون النَّاس بهده الطائفة، فيأثموا بسببهم، وقيل: كَانَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الروذباري يمشي عَلَى أثر الفقراء يوما، وكذا كانت عادته أَن يمشي عَلَى أثرهم وكانوا يمضون إِلَى دعوة، فَقَالَ إِنْسَان: يقال هَؤُلاءِ المستحلون وبسط لسانه فيهم وَقَالَ فِي أثناء كلامه: إِن واحدا مِنْهُم قَد استقرض مني مائة درهم وَلَمْ يردها، ولست أدري أين أطلبه، فلما دخلوا دار الدعوة قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الروذباري لصاحب الدار وَكَانَ من محبي هذه الطائفة: ائتني بمائة درهم إِن أردت سكون قلبي
1 / 147