وقد كان من أمر أبي قدامة (¬1) وأصحابه ما قد كان، من منازعتهم إمامهم عبد الوهاب - رضي الله عنه -، فقال أبو قدامة وناس من أصحابه لعبد الوهاب: «اعتزل أمرنا، حتى نولي أمرنا غيرك».
فكثرت منازعتهم (¬2) في ذلك، حتى استقام رأيهم على أن يبعثوا رسولين ويكف بعضهم [عن بعض] (¬3) ، حتى يرجع إليهم رسولاهم وجواب كتابهم من عند المسلمين.
فما أتاهم من قبل المسلمين أخذوا به، واجتمع[وا] (¬4) عليه.
[وصول رسولي أهل المغرب إلى مكة]
فقدم رسولاهم مكة، وبها الربيع وجماعة المسلمين، فقرأوا كتابهم، وسألوهم، ثم نظروا واجتهدوا، ولم يألوا [جهدا] (¬5) فيما يوافق الهدى (¬6) والعدل، وفيما يصلح الله به أمر المسلمين.
فكتبوا به، وبعثوا به مع رسوليهم، فلم يصل الرسولان، ولا كتابهما الذي رجوا منفعته، وصلاح أمرهم فيه.
[خروج أبي قدامة وشعيب على الإمام]
¬__________
(¬1) - هو أبو قدامة يزيد بن فندين اليفرني ().
(¬2) - وانتشر الخلاف، وكثر القيل والقال في اليلد، فتارة يقولون: نحن وليناه. وتارة: كيف يلينا وفينا أعلم منه. وتارة: إنما كانت ولايته على شرط... وغيرها من الأقوال.
... وارتحلوا إلى الجبال في خارج المدينة، يقنعون الضعفاء بفكرتهم، ويؤلبونهم على الإمام.
... ... انظر: *أبو زكرياء: سير الأيمة، ص89 *الدرجيني: طبقات المشايخ، ج1/ص48-49 *الشماخي: كتاب السير، ج1/ص131 *الباروني: الأزهار الرياضية، ص156-157.
(¬3) - في الأصل: - "عن بعض". + من الشماخي.
(¬4) - في الأصل: "اجتمع". التصحيح من الشماخي.
(¬5) - في الأصل: - "جهدا". + من الشماخي.
(¬6) - في الأصل: "الهدا"، وهو خطأ.
صفحة ٢٥