رحمهم الله، كتبوها بمكة (¬1) ، في أمر الفرقة التي كانت بالمشرق والمغرب(5) مكرر، جاء بها مخلد بن العمرد إلى عبد الرحمن بن محمد بن مسلمة (¬2) ، ودفعها إليه، وأمره بنسخها لتكون حجة للمسلمين بعدهم، وليقتدوا بها، ولا يكونوا في شبهة من خلاف من خالف المسلمين (¬3) .
[الديباجة]
أما بعد، عصمنا الله وإياكم من كل شبهة تورث أهلها النار؛ عصمنا الله وإياكم بالتقوى (¬4) ، ولزوم أخلاق أهلها، حتى يبلغ بنا وبكم أفضل منازل المتقين برحمته.
[كلام أصحاب شعيب في المسائل الثلاث]
وقد بلغنا أنه ألقي إلى قبلهم (¬5) منطق (¬6) ليس من كلام المسلمين، ولا مما ينفع به أحدا منهم؛ وإنا نعلمكم بذلك - إن شاء الله -:
¬__________
(¬1) - لمعرفة جغرافية المذهب الإباضي وانتشاره في المشرق والمغرب، انظر: مقدمة هذا البحث.
(¬2) - هو أبو محمد عبد الرحمن محمد بن مسلمة المدني () (راجع ملحق 1).
(¬3) - الخلاف في المسائل التي سيأتي بيانها في متن الرسالة.
(¬4) - في الأصل: "التقوا"، وهو خطأ.
(¬5) - يقال: أصابني الأمر من قبله، أي من تلقائه؛ ليس من تلقاء الملاقاة، ويقال: لي قبل فلان حق، أي عنده. ... ... ابن منظور: لسان العرب، ج11/542
(¬6) - المنطق في اللغة بمعنى الكلام، وعند الفلاسفة: علم يعصم الذهن من الخطأ في التفكير. وهذا الكلام الذي تكلموا فيه هو المسائل الثلاثة الآتي ذكرها.
... ... ... انظر: *الشماخي: كتاب السير، ج1/ص97.
صفحة ١٣