قيمته العلمية:
يقدم لنا الكتاب دراسة علمية جيدة حول مسألة من أهم المسائل التي دار حولها جدل كبير بدءًا من أوائل المائة الثالثة من الهجرة. وهي: هل كلام الله ﷿ بحرف وصوت كما يقول السلف وكما دلت عليه الآثار، أم إن كلامه سبحانه ليس بحرف ولا صوت وإنما هو كلام نفسي قائم بذات الله كما يقول ابن كلاب ومن وافقه.
وهذا الكتاب من كتب أئمة الحديث النادرة التي وصلت إلينا في هذا الباب، فمؤلفه علم من أعلام السنة، وإمام من أئمة علماء الحديث والأثر، ولقد أجاد إذ أفرد القول في هذه المسألة وأورد من الآيات والأحاديث والآثار من أقوال السلف ما يكفي ويشفي طالب الحق.
وفند أقوال المخالفين ودلل على فسادها ومناقضتها للعقل والسمع جميعًا وبين أنها مؤدية إلى القول بخلق القرآن وموافقة المعتزلة في ذلك.
ولقد أدرك شيخ الإسلام ابن تيمية أهمية هذا الكتاب في بابه فأفاد منه واعتمد عليه واقتبس منه نصوصًا كثيرة في عدد من مؤلفاته وفتاواه وقد سبقت الإشارة إلى هذه الكتب وإلى النصوص المقتبسة فيها عن كتاب الرد هذا.
فقد أصبح إذًا، هذا الكتاب مصدرًا ومرجعًا في بابه أفاد منه من جاء بعده وفى ذلك دلالة على مكانته وقيمته العلمية.
1 / 89