رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت

عبيد الله بن سعيد بن حاتم السجزي الوائلي البكري، أبو نصر (المتوفى: 444هـ) ت. 444 هجري
52

رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت

محقق

محمد با كريم با عبد الله

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

ولقد كان المذهب الحنفى سائدًا في سجستان موطن أبي نصر الأوّل، كما يقول أحمد أمين: " وأغلب أهلها- أي سجستان - على مذهب أبي حنيفة لا ترى من غيرهم إلا القليل"١. فهل يكفي ذلك للدلالة على أن أبا نصر كان حنفيًا؟ الواقع أن أبا نصر ﵀ كان من أهل الحديث بل من أئمتهم والمقدمين فيهم، ولم يثبت انتماؤه إلى مذهب فقهي٢، لذا نرى شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ عندما يذكر مذاهب الناس في مسألة ويذكر قول الأحناف، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، يذكر أهل الحديث طائفة غير منتمية إلى أي من المدارس الفقهية المذكورة، ويذكر أبا نصر في أهل الحديث. فمثلًا عندما تكلم ﵀ عن مذاهب الناس في مسألة الحسن والقبح العقليين ذكر أقوال الأشاعرة، والحنابلة، والأحناف، والمالكية، والشافعية، ثم أشار إلى قول أهل الحديث فقال: قول طوائف من أئمة

١ ظهر الإسلام١/٢٧٨. ٢ وقفت عند اعداد الكتاب للطبعة الثانية على إشارة غير موثقة للكوثري يزعم فيها أن أبا نصر السجزي وصاحبه السعد الزنجاني كانا ينتحلان مذهب الشافعي. انظر تكملته على السيف الصقيل ص ٢٠ حاشية رقم (٢) ولم يوثق قوله هذا، فلا يلتفت إليه فيما يتعلق بالسجزي خاصة وأما الزنجاني فمذكور في طبقات الشاقعية بخلاف السجزي فلم أقف على من ذكره في الشافعية، والله أعلم.

1 / 66