ولنا أن نتخيل سعة حفظ الإِمام السجزي إذ عرفنا أن الإِمام الصوري وصف بقوة الحفظ إلى درجة أن أبا الوليد الباجي يقول فيه: "الصوري أحفظ من رأيناه"١ وليس ذلك رأي الباجي فحسب بل هو رأي كثير من أهل العلم. يقول غيث بن علي الأرمنازي: "رأيت جماعة من أهل العلم يقولون ما رأينا أحفظ من الصوري"٢.
وكان الإِمام الصوري لقوة تمكنه من الحفظ يقول: "انظروا إلى أي حديث شئتم من حديث رسول الله ﷺ اقرءوا إسناده لأقرأ متنه، أو اقرءوا متنه حتى أخبركم بإسناده"٣.
فإذا كانت هذه هي مكانة الحافظ الصوري في الحفظ والضبط والإِتقان، فما بالك بمكانة الإمام السجزي الذي شهد له بأنه أحفظ من خمسين مثل الصوري رحم الله الجميع.
ويقول فيه ابن ماكولا: "كان أحد الحفاظ المتقنين"٤.
يقول السمعاني: "كان أحد الحفاظ ... وكان صاحب التصانيف والتاريخ"٥.
ويقول ابن نقطة: "أبو نصر الحافظ ... الإِمام"٦.
_________
١ تذكرة الحفاظ٣/١١١٥.
٢ تذكرة الحفاظ٣/١١١٥.
٣ المصدر نفسه.
٤ الإكمال٧/٣٩٧.
٥ الأنساب ص: ٥٨٧.
٦ الاستدراك٢/٥٥٢- ب.
1 / 63