207

رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت

محقق

محمد با كريم با عبد الله

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

Creeds and Sects
وقد ذكرنا في كتاب الإبانة١ عدة أحاديث سوى ما ذكرناه هاهنا في ذكر الصوت.
وحد الصوت: هو ما يتحقق سماعه، فكل متحقق سماعه صوت، وكل ما لا يتأتى سماعه البتة ليس بصوت٢.
وصحة الحد هذا وهو أن يكون مطردًا، منعكسًا٣ يمنع غيره من الدخول عليه.
وأما قول خصومنا إن الصوت هو: الخارج من هواء بين جرمين. فحد غير صحيح، لأنا قد بينا أنه قد يوجد خلاف ما زعموه، والله أعلم٤.
فإن قالوا: الصوت والحرف إذا ثبتا في الكلام اقتضينا ٥ عددًا والله سبحانه واحد من كل وجه٦.

١ تقدم التعريف به.
٢ قال الأزهري: "وأما الصوت فهو الذي يسمعه الناس" انظر: (النووي: تهذيب الأسماء واللغات ١/ ١٨٠) .
٣ الطرد هو: تحقيق المحدود مع تحقق الحد. و(العكس) هو: انتفاء المحدود مع انتفاء الحد. انظر: (الرد على المنطقيين) ١٧ نقله عن أبي المعالي. وانظر أيضًا: التعريفات للجرجاني ١٤١، ١٥٣.
٤ يشير إلى تكلم الحجر وحنين الجذع وتسبيح الحصا والطعام. وقد تقدم.
٥ هكذا بالأصل ولعل الصواب (اقتضيا) .
٦ وانظر هذا المعنى عند الباقلاني، وهو من أئمة الأشاعرة ومقدميهم، إذ يقول: (... وأيضًا فإن الحروف متناهية معدودة، وكلام الله قديم لا مفتتح لوجوده، ولا نهاية لدوامه كعلمه وقدرته، ونحو ذلك من صفات ذاته، وقد أكد الله تعالى ذلك بغاية التأكيد وأن كلامه لا يدخله العدد والحصر والحد بقوله: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾ . فأخبر تعالى أنه لا نهاية لكلامه إذ كل ما له نهاية له بداية وإنما نتصور النهاية في حق من يتصور في حقه البداية. (الإنصاف ١٠٣) .

1 / 255