رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت

عبيد الله بن سعيد بن حاتم السجزي الوائلي البكري، أبو نصر (المتوفى: 444هـ) ت. 444 هجري
17

رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت

محقق

محمد با كريم با عبد الله

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

وعلى هذا فقد عاصر أبو نصر دولة بني العباس في عصر انحسار نفوذ الخلفاء وتقلص سلطان الدولة الفعلي، حيث استقل كل أمير بإمارته وكل أهل ناحية، بما يليهم، فقامت دويلات متناحرة، ولم يبق للخليفة العباسي سوى بغداد، ولم تكن سلطته عليها سائدة على كل حال. فأدرك أبو نصر الخليفة العباسي القادر بالله أبا العباس أحمد بن الأمير إسحاق بن المقتدر بالله (٣٨١-٤٢٢ هـ)، ثم الخليفة القائم بأمر الله أبا جعفر عبد الله بن القادر بالله (٤٢٢-٤٦٧ هـ) ١. وكان الضعف قد دب في كيان هذه الدولة في نهاية الربع الأول من القرن الرابع الهجري، حيث أصيب العالم الإسلامي في نحو سنة ٣٢٤ هـ بانقسام كبير حتى كأنه عقد قد انفرط أو صخرة قد تفتت - كما يقول أحمد أمين ٢ - وإن كانت قد انفصلت بعض أجزاء الدولة قبل ذلك التاريخ، إلا أنه لم يحصل مثل هذا التمزق إلا في نحو هذا العام. يقول ابن كثير: في هذه السنة: "وهَيَ أمر الخلافة جدًا، واستقل نواب الأطراف بالتصرف فيها ولم يبق للخليقة حكم في غير بغداد ومعاملاتها، ومع هذا فليس له فيها نفوذ ولا كلمة تطاع" ٣. ثم لازم هذا الوضع المتردي الدولة العباسية إلى أن أفل نجمها، وانثل عرشها على أيدي التتار سنة ست وخمسين وستمائة حين قضى هولاكو

١ انظر: البداية والنهاية١١/٣٠٨، ١٢/٣١، ١١٠. ٢ انظر: ظهر الإسلام ٢/١. ٣ انظر: البداية والنهاية ١١/١٨٤.

1 / 29