رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت

عبيد الله بن سعيد بن حاتم السجزي الوائلي البكري، أبو نصر (المتوفى: 444هـ) ت. 444 هجري
162

رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت

محقق

محمد با كريم با عبد الله

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

وقال الأشعري: [القرآن كلام الله سبحانه والسور والآي ليست بكلام الله سبحانه وإنما هي عبارة عنه، وهي مخلوقة] ١. فوافقهم في القول بخلقها، وزاد عليهم بأنها ليست قرآن ولا كلام الله سبحانه. فإن زعموا أنهم يقرون بأنها قرآن. قيل لهم: إنما يقرون بذلك على وجه المجاز، فإن من مذهبهم أن القرآن غير مخلوق، وأن الحروف مخلوقة، والسور حروف بالاتفاق، من أنكر ذلك لم يخاطب. وإذا كانت حروفًا مخلوقة لم يجز أن يكون قرآنًا غير مخلوق. وقالت المعتزلة: الزنا والسرقة، وأخذ أموال الناس بغير حق، وما

١ ليس هذا في شيء من كتب الأشعري التي بين يدي الناس اليوم كالإبانة والمقالات واللمع ورسائل أهل الثغر، بل نراه يقرر في هذه الكتب أنه لا يجوز أن يقال شيء من القرآن مخلوق؛ لأن القرآن كله بكماله غير مخلوق وأنكر على من قال لفظي بالقرآن مخلوق. انظر مثلًا: (الإبانة: ص١٠١) . ولعل ما ذكره المصنف عنه مما كان يقول به قبل رجوعه إلى مذهب أهل السنة، وهو ما عليه المنتسبون إليه، ويحكون عنه أن كان يقول: "وكلامه واحد وهو أمر ونهي وخبر واستخبار ووعد ووعيد، وهذه الوجوه ترجع إلى اعتبارات في كلامه لا إلى عدد في نفس الكلام، والعبارات والألفاظ المنزلة على لسان الملائكة إلى الأنبياء ﵈ دلالات على الكلام الأزلي، والدلالة مخلوقة محدثة، والمدلول قديم أزلي..." انظر: (الملل والنحل ١/ ٩٦) . وهذا مخالف كما ترى لقول الأشعري الذي انتهى إليه آخر الأمر في (الإبانة وغيرها) "أنه لا يجوز أن يقال شيء من القرآن مخلوق".

1 / 206