ولا يقدر أحد من المسلمين أن يجتاز ببلدهم حتى يجعل له منهم صديقا ينزل عليه، ويحمل له من بلد الإسلام ثوبا ولامرأته مقنعة «١٣٧» وشيئا من فلفل «١٣٨» وجاورس «١٣٩» وزبيب وجوز فإذا قدم على صديقه ضرب له قبة وحمل إليه من الغنم على قدره حتى يتولّى المسلم ذبحها، لأن الترك لا يذبحون وإنما يضرب الواحد منهم رأس الشاة حتى تموت.
وإذا أراد الرجل منهم الرحيل وقد قام عليه شيء من جماله ودوابه أو احتاج إلى مال ترك ما قد قام عند صديقه التركي، وأخذ من جماله ودوابه وماله حاجته ورحل، فإذا عاد من الوجه الذي يقصده، قضاه «١٤٠» ماله وردّ إليه جماله ودوابه.
وكذلك لو اجتاز بالتركي إنسان لا يعرفه ثم قال: أنا ضيفك وأنا أريد من جمالك ودوابك ودراهمك، دفع إليه ما يريد، فإن مات التاجر في وجهه ذلك وعادت القافلة لقيهم التركي وقال: أين ضيفي؟ فإن قالوا: مات، حط القافلة ثم جاء إلى أنبل تاجر يراه فيهم، فحلّ متاعه وهو ينظر، فأخذ من دراهمه مثل ماله عند ذلك التاجر بغير زيادة حبة «١٤١»، وكذلك يأخذ من دوابه وجماله، وقال: ذلك ابن عمك وأنت أحق من غرم «١٤٢» عنه، وإن فرّ فعل أيضا ذلك الفعل وقال له: ذلك مسلم مثلك، خذ أنت منه، وإن لم يوافق المسلم ضيفه في الجادة سأل عن بلاده: أين هو؟ فإذا أرشد إليه سار في طلبه مسيرة أيام حتى يصير إليه، ويرفع ماله عنده وكذلك ما يهديه له.
وهذه أيضا سبيل «١٤٣» التركي إذا دخل الجرجانية سأل عن ضيفه، فنزل عليه
1 / 64