161

فعلا أو نية اللهم بجاه من دخلها من أول عمارتها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين أن تجعلني وأولادي وأزواجي وإخواني وطلبتي وأحبائي محبوبين عندك ، وعند رسولك وأوليائك ، ومحبين من غير محنة ، ولا مشقة ولا فضيحة ، ولا تسلط علينا جبارا عنيدا ، ولا أحدا من عبادك ولا شيطانا مريدا ، ولا نفسا متعدية علينا ، يا أرحم الراحمين ، يا حي يا قيوم برحمتك استغيث آمين يا رب العالمين.

تنبيه إنما نذكر من ذكر من الإخوان والمحبين وبيان أوصافهم ليتحقق السامع بأحوالهم ويتصف بأوصافهم والأقل أن تحضر عنده بركاتهم وأما ذكر أوصاف الطريق وبيان المواضع فان فيه اعتبارا ودلالة على أثار قدرة الله تعالى وتسخير الأكوان لنا والتنقل من حالة لحالة ليترقى بذلك صاحب السلوك إذ هذه الطريق أشبه شيء بطريق الآخرة فمنها يعرف الترقي في مقامات الله تعالى حتى يتحقق بحضرته ويكون في دائرته وناهيك بشيء يكون سببا للوصول إلى مرضاته وفيه أيضا التصبر والتسلي والتأسي بهذه الأفاضل في طريقهم إلى الحج ولا شيء أعظم من هذه لأن من رأى أحوالهم في الطريق ومعاملتهم في البيع والشراء والهبة والصدقة والضيافة وزيارة الإخوان والقيام بحقوقهم ووضع الأمانة وتولي الشراء والبيع بنفسه أو بائعه منهم أو من غيرهم يتحقق به الناظر والسامع بذلك أيضا فيقوي نوره ويتسع مدده لأن أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم سارية في أحبابه وقائم مثلها فيهم وكما تخلفوا بخلفه صلى الله عليه وسلم انتدب الكلام عليهم إذ ذكر أوصافهم ذكر لأوصافه وقد علمت ما في ذكره صلى الله عليه وسلم من الثواب وذكره صلى الله عليه وسلم ذكر لله ولذكر الله أكبر وأما ذكر طريق الحج فهو كذكر الطريق الموصلة إلى الله قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني فلا يقال أن ذكر هذا ذكر لما لا يعني أولا فائدة فيه فنقول هذا ذكر الله تعالى كما سبق فإن قلت سلمنا ذكر ما ذكر فيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وذكره ذكر الله تعالى فما أحسن

صفحة ١٧٨