144

شباط الشقراطسي وغيرهم من المؤلفين وزرنا أيضا الشيخ. (1)

ثم ظعنا منها صبيحة فلما انفصلنا (2) عن الوادي المملوء (3) بالعمارة وأمطرنا في ذلك اليوم مطرا شديدا كادت النفس تزهق من شدته وشدة برده فبتنا هناك ثم منه إلى أولاد يعقوب وفي ذلك اليوم مررنا على ولد الشيخ بو عزيز الحناشي وهو الشيخ إبراهيم قد فر من باي قسنطينة لما تبعه بعساكره يريد الانتقام منه لأمر ديني وهو استطالته على المسلمين وتمرده على الأحكام الشرعية وانه كان يتزوج أكثر من أربع وقد سمع انه بلغ اثنتي عشرة امرأة عدو نفسه فلما وصلناه خاف منهم الركب فخرج إلينا مع بعض أصحابه فأتى إلينا ونحن السابقون فسلم علينا وطلبنا في الدعاء فدعونا له بالهداية والرجوع إلى بلده وانه أمرنا بالنزول عنده فامتنعنا من ذلك لأنه أول النهار ثم سرنا فبتنا عند أولاد يعقوب ثم رحلنا عند الضحى فجاؤا إلينا بجيوشهم ظنا منهم أن العرب غارب عليهم فلما التقى الجمعان علموا بنا أننا حجاج فرجعوا ونزلنا قرب السبخة عند صلاة العصر ثم رحلنا صبيحة فقطعنا السبخة بعسر وشدة فكثير من الإبل قد وقعت في السبخة وكذا البغال تداركنا الله بفضله فنزلنا في حامة قابس وهي قرية ذات نخل وماء وفيها حمام من الله تعالى سخن كأنه يغلي بالنار فلا يستطيع أحد أن يدخله بغتة إلا بعد الألفة وفيه بيت يستر المغتسلين وخارجه نهر منه يجتمع فيه الرجال والنساء من غير ستر في النهر كل واحد يرى عورة الأخرى من غير تغيير (4) ولا نكير فلما رأيتهم اقشعر جلدي وتحركت فرائصي فملأت حجري بالأحجار وصرت أضرب كل من هناك من النساء

صفحة ١٦١