قلت الأمر كما ذكرت غير أن الأحكام الشرعية والقضايا الإلهية حكمت بأن الشريف مصدق في نسبه كما يصدق في ماله فإن حيازة الأموال معتبرة شرعا كذلك حيازة النسب والحيازة في الأموال لا بد وأن تكون في أمد طويل بحيث يقطع أن هذا لمن حازه ويقوم الأمد الطويل مقام البينة القاطعة به كذلك النسب فلا بد وأن يكون أمدا طويلا يقطع فيه العقل والعادة بأنه لا خلل فيه إذ لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وحينئذ الناس مصدقون في أنسابهم لوجود الحيازة فيها كحيازة الأموال قاله الأجهوري إذ قال الناس على ما حازوا من أنسابهم فيصدقون فيها عملا بالحيازة كما يصدقون في الأموال عملا بها انتهى بالمعنى.
قلت قال الشيخ عبد الباقي في باب مصرف الزكاة بكسر الراء الشرف يثبت بالشهرة اه فأنت ترى أن الشرف يثبت بالحيازة وبشهرته فتبنى عليه أحكامه من تحريم الصدقة وتعظيم جانبه لأجله وثبوت حقه فيما لا حق فيه وغير ذلك فيما (1) يثبت فيه اه .
انعطاف إلى ما كنا بصدده وهو انه لما فرغنا من زيارته وزيارة غيره رجعنا إلى الركب وأقمنا تلك الليلة في حفظه (2) وعنايته إلى أن تنفس الصبح قام الركب لتجهيز الرواحل من هذه القرية نعم هذه القرية ليس لها نظير فهي أحسن ما وجد في البلاد مزارع وأشجار ومياها كما تقدم وحسنها في المعنى أكثر بالسيد عقبة وإن كان ليس بصاحبي وإنما سمي صحابيا لكونه ولد في زمان النبي صلى الله عليه وسلم فمن نظر إلى ذلك سماه صحابيا وإلا فالصحابي حقيقة هو من اجتمع بالنبي (3) صلى
صفحة ١٤٩