فيهم (1) والشعف بهم والذل والمسكنة عندهم لقدر جليل عند الله والله أجل وأعظم من أن يرد من هذا وصفه وعليه حاله خائبا حاشاه من كريم أن يفعله وما عداه (2) من ذي جود أن يعمله لأن المحبوب عند الله قريب لديه يستحي أن يرد من تشفع به وأيضا لا يوفق إلى زيارتهم ومحبتهم وقضاء مآربهم إلا سعيد وأنهم قوم لا يشقى بهم جليسهم لأنهم أحياء في قبورهم والله تعالى يقول ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون الآية هذا في شهداء القتل وشهداء المحبة أفضل لأن شهداء القتل أرواحهم في حواصل طيور خضر يسرحون بها في الجنة وشهداء المحبة بأجسادهم في حواصل طيور خضر يسرحون بها في الجنة أيضا فانظر هذا الفضل العظيم اللهم اجعلنا من أهله وحققنا بكرمه ومنه انتهى.
ولما فرغنا من زيارته وزيارة مسجده وهو مسجد عظيم يستحسنه كل من رآه سيما أنوار هذا الصحابي مشرقة عليه وعلى زائره وعلى محبيه ومحب محبه ومجاوره.
وزرنا من كان في القرية أيضا وقد قيل أن بعض الصحابة مدفون في بعض نواحيه وقد زرناه والحمد لله وزرنا من كان في القرية جملة وتفصيلا أحياء وأمواتا خصوصا الأشراف المستقرين فيها كمشائخهم وأفاضلهم (3) وهذه القرية كثيرة النخل والمزارع وهي على ماء جار حلو عذب بارد في الصيف ومع ذلك فهي أرض حارة في الصحراء غير أن ماءها يأتي من الجبال مملوك لبعض أهل القرية ومن كان خارجا منها وقد تشرفت هذه القرية على سائر القرى من الزاب وعلى مدينة بسكرة بهذا الصحابي العظيم افتخاره والسني أنواره والعلي أسراره وهم في عيش هنيء
صفحة ١٤٦