البحث العلمى أساسياته النظرية وممارسته العملية
الناشر
دار الفكر المعاصر-بيروت-لبنان-دار الفكر-دمشق
رقم الإصدار
الأولى-جمادى الآخرة ١٤٢١ هـ
سنة النشر
أيلول سبتمبر ٢٠٠٠م
مكان النشر
سورية
تصانيف
هذه كلها قد تمت إلى حد ما خلال القرن "العشرين"، وأصبح شيء واحد يقلق الغرب هو هذا السلاح المدمر الذي تفنن التكنولوجي في صنعه وتجديده وتطويره.
يهمنا العودة إلى العصور الوسطى، حيث نجمع في مجال تراثنا المخطوط بين التاريخ والإنجازات والمنهج بهدف توضيح جوانبه، والكشف عن دوره في الحضارة المعاصرة، كان الاهتمام العلمي لدى العرب يشمل كل شيء. وكان هدفه الإحاطة بخلاصة كل ما يستطاع بلوغه من المعرفة، وكان العرب يبدون إرشادا أعظم وتعقلا أمتن في اختيارهم لما يدرسون من أمور١. مما أوضحناه في موضع آخر.
١ انظر أقوال ماكدونالد في دائرة المعارف الإسلامية "Ency. of Islam" ليدن ١٩١٣-١٩٤٣. ص١٠٤٦ ومقدمة المسعودي في كتابه "التنبيه والإشراف" ص١-٨، ترجمة كارادي فو "Garredevow"، باريس، ١٨٩٦، التي تمثل نصاعة ذهن العصر، حيث يعدد فيها الموضوعات التي كتب فيها.
المبحث الثاني: الباحث العلمي وخصائصه
يعرف الباحث العلمي بأنه هو المخطط والمنظم والمنفذ والموجه لمختلف مراحل البحث العلمي، وصولا إلى النتائج العلمية والمنطقية، وبهدف الوقوف على دوره في البحث العلمي نتناول جانبين هامين:
١- الإعداد.
٢ الصفات الشخصية.
١- الإعداد "Formation"١: ويشمل التدريب الفكري والفني واكتساب خبرة العمل، فعلى الباحث المتدرب أن يدرس عددا من العلوم المحددة كي يتمكن من العمل
١ إن كلمة "Formation" فرنسية الأصل، إلا أن دخولها الإنجليزية أو استيلاء الناطقين بالإنجليزية عليها أمر تشهد عليه بوضوح وثيقة أصدرتها الحكومة البريطانية "عام ١٩٨٠" وهي تقرير فينستون "Finiston" فقد استخدمت الكلمة لا لتشمل التدريب الفكري والفني ولكن لتشمل أيضا اكتساب خبرة العمل "ديكنسون. ص١٠٢".
1 / 62