235

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

محقق

محمد عبد الله عنان

الناشر

مكتبة الخانجي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٨٠م

مكان النشر

القاهرة

رعيتها المرزات كل تَثْرِيب، وَلم يَأْخُذُوا بريا بمريب، وَلَا بَعيدا بقريب، وقبلوا الْأَعْذَار حلما، ووهبوا ذنُوب جهالها وعلمائها وسفهائها وحلمائها لمن وسع كل شَيْء رَحْمَة وعلما، سجية من ملك فَأَسْجِحْ، وأبت لَهُ الهمة الْعليا أَن [تتنحى أَو] تتبجح، وَرَأى المزية بَين الخطتين، فَكَانَ إِلَى الَّتِي هِيَ أقرب إِلَى الله أجنح، فَعَاد الْحلِيّ إِلَى الْجيد، بِفضل ذِي الْعَرْش الْمجِيد، وعوجل الشعث بالتنجيد، وأصبحت الصهوة مركب البطل النجيد، ورد سيف الطَّاعَة بيد الِاجْتِهَاد فِي جِدَال الْبِلَاد، من الِاجْتِهَاد إِلَى التَّقْلِيد، وشملت الكافية واقية كواقية الْوَلِيد، وتحلت المنابر بعد العطل، والخطا الْمُتَعَمد الخصل، بدعوة الإِمَام السعيد، وَرَأى من اعتزل الْهَرج، رُجْحَان القَوْل بإخلاف الْوَعيد، فَكَأَنَّمَا كَانَت فلتة تِلْكَ الإيالة الطامعة فِي الإدالة، وارتشاف البلالة، سَهوا فِي عبَادَة، وتقصيرا فِي إجادة، ولحنا فِي وجادة، وغلطا فِي اسْتِغْفَار، وقذا بَين أشفار، ودخيلا فِي قطار، ولحقا بَين أسطار، وحلما محت الْيَقَظَة خيال غروره، وتمويها ذهب الْحق بنوره، وقلما أدبر شَيْء فَأقبل، وَهل عِنْد رسم دارس من معول، ومكابر الْحق موكوس الْقسم، وضد السعيد مَعْرُوف الِاسْم، وَمَا كَانَ الله ﷻ [وتقدست صِفَاته وأفعاله] لينثر قلادة الدّين بعد نظامها، وينسخ ثَابت أَحْكَامهَا بعد إحكامها. بل هُوَ نور وعد بإتمامه، والوعد حق، وَقَاعِدَة لَا يدخلهَا فرق، وَملك تعلق بأذياله غرب وشرق، ومزن أومض فِي برده للغيث برق، فَإِن أذْنب الدَّهْر فقد استقال، وَإِن أضحى الْملك بهَا فقد قَالَ،

1 / 251