196

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

محقق

محمد عبد الله عنان

الناشر

مكتبة الخانجي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٨٠م

مكان النشر

القاهرة

جناه. وَمَا كُنَّا لنهتدي لَوْلَا أَن هدَانَا الله بهداه، وأصحبنا شخاصا من نواقيس الفرنج مِمَّا تَأتي حمله، وَأمكن نَقله، وَمَا عداهُ فَكَانَت جبالا، لَا تقبل فِي نقلهَا اختبالا، فَتَنَاول درعها التكسير، وشفي بذهاب رسومها الْإِقَامَة وَالتَّكْبِير. ومرادنا أَن تعرض بمجتمع الْوُفُود تذكرة، تستدعي الْإِمْدَاد بِالدُّعَاءِ، وتقتضى بِتِلْكَ الْمعَاهد الشَّرِيفَة النَّصْر على الْأَعْدَاء، ثمَّ نصحب ركاب الزِّيَارَة إِلَى أَبْوَاب النُّبُوَّة ومطالع الإنارة. وَأَنْتُم تَعْمَلُونَ فِي تَوْفِيَة هَذِه الْأَحْوَال ورعايتها، وإبلاغها إِلَى غايتها، مَا يَلِيق بحسبكم الوضاح ومجدكم الصراح، وشرفكم المتبلج تبلج الصَّباح، فَأنْتم خير من ركب المطايا، وأندى الْعَالمين بطُون رَاح، وَلكم بذلك الْحَظ الرغيب، فِي هَذِه الْأَعْمَال الْبرة، وَالله سُبْحَانَهُ لَا يضيع مِثْقَال ذرة، وَهُوَ يتولاكم بِمَا يتَوَلَّى من أعز شعائره وعظمها، ورعى وسائله واحترمها، ويصل أَسبَاب سعدكم، وينفعكم بقصدكم. وَالسَّلَام الْكَرِيم الطّيب الْبر العميم، يخص معاهدكم الْكَرِيمَة على الله عهودها الهامية، بغمائم الرحمات والبركات عهودها، وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.

1 / 212