159

ريحانة الألبا وزهرة الحياة الدنيا

محقق

عبد الفتاح محمد الحلو

الناشر

مطبعة عيسى البابى الحلبى وشركاه

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٨٦ هـ - ١٩٦٧ م

وأنشدني له بعضُ أدباء الشام: رأيتُ الكائناتِ خَيالَ ظِلٍّ ... مُحرِّكُها هو الرَّبُّ الغَفورُِ فصُنْدوقُ اليَمينِ بُطونُ حَوَّا ... وصُندوقُ الشِّمال هو القُبورُ وليس له، فإني رأيتُه منسوبًا للشيخ ابن عَرَبيّ، وهو معنىً مشهور، ولكنه تصرَّف فيه فاستعار عَباءَةً، ورد دِيباجَةً. وأصلُه من قول الآخر: رأيتُ خيالَ الظِّلِّ أكْبرَ عِبْرَةٍ ... لمن هو في عِلْمِ الحقيقة رَاقِي شُخوصٌ وأشكالٌ تَمُرُّ وتنقض ... وتَفْنَى سَرِيعًا والمُحرِّكُ بَاقيِ ومنه وَلَّد ابن الوَرْدِيّ في الحَمَّام قوله: وما أَشْبَه الحَمَّامَ بالموْتِ لامْرئ ... تبصَّرَ لكن أيْنَ مِن يتَبصَّرُ يُجرَّدُ من أموالهِ ولِباسِه ... ويبْقَى مِن كلِّ ذلك مِئْزَرُ

1 / 163