127

ريحانة الألبا وزهرة الحياة الدنيا

محقق

عبد الفتاح محمد الحلو

الناشر

مطبعة عيسى البابى الحلبى وشركاه

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٨٦ هـ - ١٩٦٧ م

ابنه عبد اللطيف ولما ارتحلتُ عن مصر، فارقتُ أترابي ولِداتي، ومن بها من ذخائر آمالي وكنز حياتي. وظِئْرُ بلادٍ أرضعَتْني بمائِها ... وأنْفاسُ نَسْماتيِ ومَهْدُ دِيارِي مَررْتُ على دمشق الشَّام، فرأيتُ مَن بها من الكرام، كان ممَّن نعِمْتُ بلُقياه، ووقفتُ على هَضَباتِ عُلاه، هذا الأديب الحسيب، والروضُ الأرِيض، والمَرْبَع الخَصِيب، فحيَّاني بأنْفاسٍ من أنفاس الخُزَامَى أنْدَى، وهبَّت منه نفحاتُ أُنْسٍ كنَفْحة روضٍ من قُبَيل الصبح بلَّتْها الأنْدَا، فعطَّر بفضائِله المجامِع، وفَكَّه بثَمراتِ آدابِه المسامِع، وأهْدَى إلىَّ مشرفة قصيدةً، حيَّاني بها، وهي: بأُفْقِ دِمَشْقَ قد طلَع الشِّهابُ ... أضاءتْ مِنه هاتِيكَ الرِّحابُ هُمَامٌ جَدَّ في طلَبِ المعالي ... فأحْرزَ شَأْوَها منه الطِّلابُ

1 / 131