الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية
محقق
إبراهيم الزيبق
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م
مكان النشر
بيروت
قَالَ لي قَاضِي الْقُضَاة بهاء الدّين سير نور الدّين إِلَى بَغْدَاد كتابا يعلم الْخَلِيفَة بِمَا أطلق وبمقدار مَا أطلق ويسأله أَن يتَقَدَّم إِلَى الوعاظ بِأَن يستجعلوا من التُّجَّار وَمن جَمِيع الْمُسلمين لَهُ فِي حل مِمَّا كَانَ قد وصل إِلَيْهِ يعْنى من أَمْوَالهم فَتقدم بذلك وَجعل الوعاظ على المنابر ينادون بذلك
حَدثنِي رضى الدّين أَبُو سَالم عبد الْمُنعم بن الْمُنْذر أَن نور الدّين حِين خرج لأخذ شيزر خرج أَبُو غَانِم بن الْمُنْذر صحبته فَأمره نور الدّين ﵀ بِكِتَابَة منشور بِإِطْلَاق الْمَظَالِم بحلب ودمشق وحمص وحران وسنجار والرحبة وعزاز وتل بَاشر وعداد الْعَرَب فَكتب عَنهُ توقيعا نسخته بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
هَذَا مَا تقرب بِهِ إِلَى الله ﷾ صافحا وَأطْلقهُ مسامحًا لمن علم ضعفه من الرعايا رعاهم الله لضعفهم عَن عمَارَة مَا أخربته أَيدي الْكفَّار أبادهم الله تَعَالَى عِنْد استيلائهم على الْبِلَاد وَظُهُور كلمتهم فِي الْعباد رأفة بِالْمُسْلِمين المثاغرين ولطفا بالضعفاء المرابطين الَّذين خصهم الله سُبْحَانَهُ بفضيلة الْجِهَاد واستمحنهم بمجاورة أهل العناد اختبارا لصبرهم وإعظاما لأجرهم فصبروا احتسابا وأجزل الله لَهُم أجرا وثوابا ﴿إِنَّمَا يُوفى الصَّابِرُونَ أجرهم بِغَيْر حِسَاب﴾ وَأعَاد عَلَيْهِم مَا اغتصبوا عَلَيْهِ من أملاكهم الَّتِي أَفَاء الله عَلَيْهِم بهَا من الْفتُوح العمرية واقرها فِي الدولة الإسلامية بَعْدَمَا طَرَأَ عَلَيْهَا من الظلمَة الْمُتَقَدِّمين واسترجعه بِسَيْفِهِ من الْكَفَرَة الملاعين فطمس عَنْهُم بذلك معالم الْجور
1 / 69