الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

أبو شامة ت. 665 هجري
215

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

محقق

إبراهيم الزيبق

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

مكان النشر

بيروت

الْبَلَد وَألقى نَفسه على محفورة صَغِيرَة من شدّة تَعبه وَأرْسل إِلَى الْمُقدم بالقلعة يعرفهُ وُصُوله وَكَانَ الْمُقدم قد استُدعى من الْموصل لِأَن خَبره مَعَ نور الدّين بلغ من بهَا فأرسلوا إِلَيْهِ فتوقف عدَّة أَيَّام فَلم يصل نور الدّين فَسَار إِلَى الْموصل وَترك ابْنه شمس الدّين بسنجار وَقَالَ لَهُ أَنا أتأخر فِي الطَّرِيق فَإِن وصل نور الدّين فَأرْسل من يعلمني فَلَمَّا فَارق سنجار وصل نور الدّين فَلَمَّا علم شمس الدّين بوصوله أرسل قَاصِدا إِلَى أَبِيه بالْخبر وأنهى الْحَال إِلَى نور الدّين فخاف فَوَات الْأَمر وَوصل القاصد الَّذِي سيره ابْن الْمُقدم إِلَى أَبِيه فأدركه بتل يعفر فَعَاد إِلَى سنجار وَسلمهَا إِلَى نور الدّين وَكَاتب فَخر الدّين قرا أرسلان بن دَاوُد صَاحب الْحصن يستنجده وبذل لَهُ قلعة الْهَيْثَم فَسَار إِلَيْهِ بجنده فَلَمَّا سمع قطب الدّين الْخَبَر جمع عساكره وَسَار عَن الْموصل نَحْو سنجار وَمَعَهُ الْجمال والزين ونزلوا بتل يعفر وَأَرْسلُوا إِلَى نور الدّين يُنكرُونَ عَلَيْهِ إقدامه وَأَخذه مَا لَيْسَ لَهُ ويهددوه بِقَصْدِهِ وإخراجه من الْبِلَاد قهرا إِن لم يرجع اخْتِيَارا فَأَعَادَ الْجَواب إِنَّنِي أَنا الْأَكْبَر وَأَنا أَحَق أَن أدبرا أَمر أخي مِنْكُم وَمَا جِئْت إِلَّا لما تَتَابَعَت إِلَى كتب الْأُمَرَاء يذكرُونَ كراهيتهم لولايتكم عَلَيْهِم يَعْنِي ولَايَة الْجمال والزين فَخفت أَن يحملهم الغيظ والأنفة على أَن يخرجُوا الْبِلَاد من أَيْدِينَا فَأَما تهدُّدُكم إياى بِالْقِتَالِ فَأَنا مَا أقاتلكم إِلَّا بجندكم وَكَانَ قد هرب إِلَيْهِ جمَاعَة من أجنادهم فخافوا أَن يلقوه لِئَلَّا يخَامر عَلَيْهِم بَاقِي الْعَسْكَر وَدخل الْأُمَرَاء فِي الصُّلْح وَأَشَارَ بِهِ جمال الدّين الْوَزير وَقَالَ نَحن نظهر للسُّلْطَان والخليفة أننا تبع نور الدّين وَنور الدّين يظْهر للفرنج أَنه يحكمنا ويتهددهم بِنَا فَإِن كاشفناه وحاربناه فَإِن ظفر بِنَا طمع فِينَا السُّلْطَان وَإِن

1 / 234