الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية
محقق
إبراهيم الزيبق
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م
مكان النشر
بيروت
فأجابهم وتسلم الْحصن وَسَارُوا فلقيتهم أَمْدَاد النَّصَارَى فَسَأَلُوهُمْ عَن حَالهم فَأَخْبرُوهُمْ بِتَسْلِيم الْحصن فلاموهم وَقَالُوا عجزتم عَن حفظه يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ فَحَلَفُوا لَهُم إِنَّا لم نعلم بوصولكم وَلم يبلغنَا عَنْكُم خبر مُنْذُ حصرنا وَإِلَى الْآن فَلَمَّا عميت الْأَخْبَار عَنَّا ظننا أَنكُمْ قد أهملتم أمرنَا فحقنا دماءنا بِتَسْلِيم الْحصن
قَالَ ابْن الْأَثِير وَكَانَ حصن بارين من أضرّ بِلَاد الفرنج على الْمُسلمين فَأن أَهله كَانُوا قد أخربوا مَا بَين حماة وحلب من الْبِلَاد ونهبوها وتقطعت السبل فأزال الله تَعَالَى بالشهيد ﵀ هَذَا الضَّرَر الْعَظِيم
وَفِي مُدَّة مقَامه على حصن بارين سير جنده إِلَى المعرة وكفرطاب وَتلك الْولَايَة جَمِيعهَا فاستولى عَلَيْهَا وملكها وَهِي بِلَاد كَثِيرَة وقرايا عَظِيمَة
قلت وَقد قَالَ القيسراني يذكر هزيمَة الفرنج ويمدح زنكي قصيدة أَولهَا
(حذار منا وأنى ينفع الحذر ... وَهِي الصوارم لَا تبقي وَلَا تذر)
(واين تنجو مُلُوك الشّرك من ملك ... من خيُله النَصُر لَا بل جُندُه الْقدر)
(سلُّوا سيوفا كأغماد السيوف بهَا ... صالوا فماَ غمدوا نصلا وَلَا شهروا)
(حَتَّى إِذا مَا عمادُ الدّين أرهقهم ... فِي مأزق من سناه يَبْرق الْبَصَر)
(ولوا تضيق بهم ذرعا مسالكهم ... وَالْمَوْت لَا ملْجأ مِنْهُ وَلَا وزر)
(وَفِي الْمسَافَة من دون النجَاة بهم ... طول وَإِن كَانَ فِي أقطارها قصر)
(وَأصْبح الدّين لَا عينا وَلَا أثرا ... يخَاف وَالْكفْر لَا عين وَلَا أثر)
1 / 131