يقال: إنه هو إدريس (عليه السلام) ولما كانوا قد صنعوا الأصنام فى عهد يرد واشتغلوا بعبادتها، أرسل الحق تعالى الوحى إلى إدريس حتى يدعوهم ليكفوا عن عبادة الأصنام، وكان نبيا سريانيا، يسمونه المثلث بالنعمة بسبب أنه النبى الثالث والحكيم الثالث والملك الثالث، وهو الذى استن سنة الجهاد والسبى؛ لأنه حارب القابليين وأسر أبناءهم، وهو الذى استنبط الخياطة والخط وعلم النجوم، ونزلت عليه ثلاثون صحيفة، وفى زعم اليونانيين أن هرمس كان حكيمه، ويقال: إنه من أبناء هابيل وكان بينه وبين عهد نوح أربعمائة وأربعة وثلاثون عاما، والأصح ثبوت مقامه فى صعيد مصر الأعلى، وهو الذى بنى الأهرام وأنذر الناس بالطوفان، ولما بلغ الخامسة والستين ولد له متوشلخ، ولم يشهد أحد وفاته، وحمله الله تعالى إلى الجنة عند ما كان عمره ثلاثمائة وخمسة وستين عاما، وفى قول اليهود والنصارى: ثلاثمائة عام.
متوشلخ بن أخنوخ:
كان له أبناء كثيرون، ولما بلغ من العمر مائة وسبعة وثمانين ولد له لامك، ويقال: بعد تسعمائة عام، وكان عمره أطول من الجميع، ومدة عمره تسعمائة وتسعة وستون عاما، ويقال: ألف وتسعون عاما، وعند اليهود والنصارى تسعمائة واثنان وستون عاما.
لمك بن متوشلخ:
كان رجلا موحدا وبواسطته كف الكثير من الناس عن عبادة الأصنام، ومن جملة أبنائه الصابى، وتنتسب إليه الجماعة التى تعرف بالصابئة 10 ولمذهبهم شهرة واسعة.
ولما بلغ لامك من العمر مائة واثنتين وثمانين سنة، ولد له نوح. وتوفى لامك قبل أبيه وكان عمره سبعمائة وسبعة وسبعين عاما، وعند اليهود والنصارى سبعمائة وثلاثة وسبعين عاما.
نوح بن لمك:
صفحة ٢٥