ولما بلغ آدم تسعمائة وثلاثين عاما توفى ولحق بالرفيق الأعلى، وعاشت حواء بعده عاما واحدا وقيل سبعة أعوام، ودفن كلاهما فى أرض الهند، ويقال: فى جبل بو قبيس، ويقال: فى النجف، ويقال: إنه فى أثناء الطوفان حمل نوح (عليه السلام) رفاتهما معه ودفنه بعد ذلك فى أرض بيت المقدس.
شيث بن آدم (عليه السلام):
كان ابنا لآدم، ويقال: إنه كان ابن ابن آدم وأبوه يسمى صلحا، والأصح أنه ابن آدم 8، ولما بلغ آدم (عليه السلام) مائة وثلاثين عاما ولد شيث، وعلى حد قول النصارى، كان آدم يبلغ فى هذا الوقت من العمر مائتين وثلاثين عاما، أما اليهود فيقولون: مائة وثلاثين، وتتفق الآراء على أنه عاش تسعمائة وثلاثين عاما، وفى آخر أيامه أوصى بولاية العهد إلى شيث، وبنى شيث الكعبة بالحجر والطين فى ذلك المكان الذى سبق لآدم أن أقام فيه الكعبة، وسلمه البارى تعالى خلعة الرسالة، ونزلت عليه خمسون صحيفة فى مدة أربعين سنة، ودعا الخلق لعبادة الله تعالى مدة مائتين وثمانين عاما ولما بلغ شيث مائة عام وخمسة، ولد آنوش، وعند النصارى أنه ولد له وهو فى الخامسة والستين بعد المائتين، وعند اليهود أنه كان فى الخامسة والستين بعد المائة 9، وبعد ذلك ولد له أولاد كثيرون، وعاش بعد آدم مائة واثنتى عشرة سنة، والإجماع على أنه توفى عند ما بلغ تسعمائة عام واثنتى عشرة، ودفنوه بجوار أبيه.
آنوش بن شيث (عليه السلام):
كان وليا لعهد أبيه وهو أول من غرس النخيل، ولما بلغ التسعين ولد له قينان، ويرى النصارى أن عمره كان مائة وتسعين، وعند اليهود وهو فى التسعين، وفى أوائل هذه الأعوام بدأ بعض الناس فى الكفر وعبادة الأصنام، وفى أواسطها ظهرت الحرف، وكان له أبناء كثيرون، وعاش تسعمائة وخمسة وعشرين عاما، ويتفق اليهود والنصارى على أنه عاش تسعمائة وخمسة وستين عاما.
صفحة ٢٣