وأسند إليه إمارة خراسان، ومازندران، ولم يتدخل جرماغون، والقادة الآخرون فى هذا المدخل، وجعل كلبار فى حكم شريكه، ووهب أصفهبد ملكا من بداية حدود كبود جام حتى إستراباد، وجعل ملك أسفرايين، وجوين، وبيهق، وجاجرم، وخورندوا رغيان للملك بهاء الدين، وأعطى كل واحد منهم خلعة من ذهب وفرمانا.
ولما توطد الأمر لجنتيمور بأمر القاآن، لقب شرف الدين بالوزير، وعين بهاء الدين محمد الجوينى صاحب الديوان، فانتظم أمره، وأرسل جنتيمور بازكوركوز برسالة يعلن فيها العبودية للقاآن، إلا إن كلبار مانع فى هذا، وقال: إنه يغورى ويعمل لصالحه الخاص، فلا مصلحة فى هذا، ولكن لم يستمع جنتيمور لهذا، ولما وصل هناك، وسأله القاآن عن أحوال الولاية فقد قرر ما قرر بناء على ما يرى، فسر القاآن من كلامه ورده بناء على طلبه، وتوفى جنتيمور بالقرب من هذا الوقت.
### |||| حكاية عدل وكرم أوكتاى قاآن
كان القاآن متصفا بمحاسن الأخلاق ومكارم الصفات، وينعم على الناس باختلاف طبقاتهم بالعطاء، وكان يعترض رجال الدولة، وأعيان الحضرة أحيانا على إسرافه، وكان يقول للناس شيئا معينا مقدرا، والدنيا لا تفى لأى مخلوق، ومقتضى الحكمة أن يحيى الإنسان نفسه ببقاء حسن سيرته.
قال الحكماء:" إن الذكر الباقى عمر ثان، وتكفيك هذه الذخيرة على أنها من الباقيات الصالحات".
وكان يذكر فى حضرته فى كل مرة عادات ورسوم الملوك المتقدمين، ويتحدثون عن الكنوز، وكان يقول: لقد سعوا فى هذا الأمر، ولم يكن لهم نصيب من الحكمة، فلا فرق بين الكنز والتراب، فكلاهما فى عدم المنفعة سواء، سنضع كنوزنا فى زوايا القلوب، وكل ما هو موجود ومعد، وهبناه للضعاف والمحتاجين حتى نترك سمعة طيبة ذكرا لنا.
حكاية:
صفحة ٤٢٣