253

وتكثر العجائب فى هذه الجزيرة، منها جبل تنبعث منه النار على الدوام، ويقولون: إنه فى وقت اجتماع، واستقبال النارين تنبعث شعلة النار من هناك إلى عدة فراسخ، وفى ساحل هذا الجبل نهر عظيم يغلونه، وبين تونس وصقلية خمسون ميلا، وبين خشك الأمانية ونور ومكة، بلاد تسمى دوليسا جبالها ممتلئة بالمعادن، وبين الأمانية وريدافرانس ولاية يسمونها بندر، كما يسمون العاصمة أرس، وعلى بعد خمسة فراسخ مدينة صحراوية، وهناك كنائس غاية فى الفخامة تسمى إيوانس فيها أناس كثيرون وأطعمة نادرة، واقتضت الحكمة الإلهية أنه فى كل عام حينما تصل الشمس إلى أول درجة الجدى، فإن جو هذه الصحراء، يمتلئ بطائر السار، ويأتون وفى منقار كل منهم زيتونة، ويلقونها فى تلك الكنيسة وما حولها، ويكررون ذلك ثلاثة أيام بلياليها، وبعد ذلك لا يشاهدون هذه الطيور فى موضعها، ويقولون: إنه لا يوجد شجر زيتون على بعد مائة فرسخ، ولا يعلم أحد من أين يأتون به، ويجمع سكان هذه الناحية الزيتون، ويصنعون منه الطعام والإدام، ويأخذون منه الزيت ويشعلونه فى الكنيسة.

ورسم أهل الفرنجة شكل وهيئة الربع العربى، ويسمونه بباب المنذر، ويتحدث الفرنجة بخمس وعشرين لغة، ولا تفهم طائفة لغة الطائفة الأخرى، إلا لغة الخط والحساب الذى يعرفه الجميع.

صفحة ٢٩٦