تقدم في أول السيرة إنفاذ رسل السلطان إلى الملك برکه، واستمالته إلى فئة الإسلام، وإغرائه بهولاكو والإيقاع به، ولما وصل الرسل إلى بلد الأشكري مر ض الفقيه مجد الدين، فرجع صحبة رسل الملك برکه الواصلين وهم : جلال الدين بن القاضي، والشيخ علي الدمشقي ؛ وتوجه سيف الدين كسباك، والنفران من المغل. وكان اجتماع الرسل بالأشكري في ابيه، ثم رحلوا إلى القسطنطينية، في عشرين يوما، ومنها إلى اصطنبول، ومنها إلى دفنسيا "، وهي ساحل السوداق من جهة الأشكري ؛ ثم ركبوا في البحر إلى البر الآخر، ومسيرته ما بين العشرة أيام إلى اليومين، ثم طلعوا إلى جبل يعرف بسوداق، فالتقاهم الوالي بتلك الجهة في قرية اسمها القرم يسكنها عدة أجناس من القفجاق والروس والعلان، ومن الساحل إلى هذه القرية مسيرة يوم واحد ؛ ثم ساروا من القرم إلى برية يوما واحدا، فوجدوا بها مقدم عشرة آلاف فارس حاكمة على تلك الجهات ؛ ثم ساروا عشرين يوما في صحراء عامرة بالخرکاوات والأغنام إلى بحر إيل، وهو بحر حلو سعته سعة بحر النيل، وفيه مراكب الروس ؛ ومنزلة الملك برکه الساحل منه، وحملت اليهم الإقاماته، والأغنام، طول هذه الطرقات.
صفحة ٢١٥