وكأنه أفهم بذلك أن كل من يموت في خدمته، ويحفظ يمينه ينظر في أمر ورثته، ويبقي عليهم ما يخلفونه. وكان كما قال الشاعر :
« يا ذا الذي سعدت به الآباء
في الدنيا وبعد مماتها الأولاد »
وكذلك الأمير شهاب الدين القيمري، أخو الأمير ناصر الدين القيمري نائب السلطنة بالفتوحات الساحلية، لما توفي إلى رحمة الله أمر بنقل إقطاعه، وهو مائة طواش، لولده. وكذلك أحد الأمراء بالساحل، وهو شجاع الدين، والي سرمين، سيره الأمير ناصر الدين رسولا إلى فرقة من الفرنج فصادفته فرقة أخرى، فأسرته، فأبقى السلطان خبزه عليه يستغله أخوته وغلمانه، ولم يغير عليهم شيئا. وكل هذه مکارم تستجلب القلوب.
ذكر قصد متملك الأرمن - خذله الله ! - حلب المحروسة، ورجوعه خاسرا
في هذه السنة وصل هیتوم بن قسطنطين، متملك الأرمن - خذله الله تعالى ! - من جهة هولاكو - خزاه الله ! - ولما وصل لم يدخل إلى بلاده، وتوجه إلى السلطان رکن الدین، صاحب الروم، فلما وصل إليه عزم على الإيقاع به على غرة، وأنه ينسب ذلك إلى التركمان،
صفحة ١٩١