الروض الأنف في شرح السيرة النبوية

أبو القاسم السهيلي ت. 581 هجري
26

الروض الأنف في شرح السيرة النبوية

الناشر

دار إحياء التراث العربي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٢ هـ

مكان النشر

بيروت

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مُقَدّمَةُ الرّوْضِ الْأُنُفِ حَمْدًا لِلّهِ الْمُقَدّمِ عَلَى كُلّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ، وَذِكْرُهُ- سُبْحَانَهُ- حَرِيّ أَلّا يُفَارِقَ الْخَلَدَ وَالْبَالَ، كَمَا بَدَأَنَا- جَلّ وَعَلَا- بِجَمِيلِ عَوَارِفِهِ قَبْلَ الضّرَاعَةِ إلَيْهِ وَالِابْتِهَالِ، فَلَهُ الْحَمْدُ- تَعَالَى- حَمْدًا لَا يَزَالُ دَائِمَ الِاقْتِبَالِ. ضَافِيَ السّرْبَالِ «١»، جَدِيدًا عَلَى مَرّ الْجَدِيدَيْنِ «٢» غَيْرَ بَالٍ. عَلَى أَنّ حَمْدَهُ- سُبْحَانَهُ- وَشُكْرَهُ عَلَى نِعَمِهِ، وَجَمِيلِ بَلَائِهِ مِنّةٌ مِنْ مِنَنِهِ. وَآلَاءٌ مِنْ آلَائِهِ. فَسُبْحَانَ مَنْ لَا غَايَةَ لِجُودِهِ وَنَعْمَائِهِ! وَلَا حَدّ لِجَلَالِهِ، وَلَا حَصْرَ لِأَسْمَائِهِ وَالْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي أَلْحَقَنَا بِعِصَابَةِ الْمُوَحّدِينَ، وَوَفّقَنَا لِلِاعْتِصَامِ بِعُرْوَةِ هَذَا الْأَمْرِ الْمَتِينِ، وَخَلَقَنَا فِي إبّانِ الْإِمَامَةِ الْمَوْعُودِ بِبَرَكَتِهَا عَلَى لِسَانِ الصّادِقِ الْأَمِينِ، إمَامَةِ سَيّدِنَا الْخَلِيفَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين «٣»،

(١) القميص والدرع، أو كل ما يلبس (٢) الليل والنهار (٣) يعنى دولة الموحدين التى بدأ أمرها بمحمد بن تومرت، والتى حكمت المغرب العربى والأندلس، ويعنى بالخليفة: أبا يعقوب يوسف بن عبد المؤمن الذى تولى إمرة الموحدين سنة ٥٥٨ هـ بالمغرب، وفى عهده تم للموحدين إخضاع الأندلس، وعنه يقول ابن خلكان: «كان يوسف فقيها حافظا متقنا نشأ فى ظهور الخيل بين أبطال الفرسان» وعنه أيضا يقول المراكشى فى المعجب: «لم يكن فى بنى عبد المؤمن فيمن تقدم منهم، وتأخر ملك بالحقيقة غير أبى يعقوب» هذا وقد توفى أبو يعقوب سنة ٥٨٠ هـ. وقد بدأ السهيلى فى إملاء كتابه هذا فى المحرم سنة ٥٦٩ هـ وانتهى منه فى جمادى الأولى من نفس العام.

1 / 31