[39_2]
ولي على هذا الروي والقافية قصيدة في مدح الدستور الأكرم، والمشير الأفخم، وزبدة وزراء آل عثمان، عظيم القدر والشان حضرة الحاج حسين باشا الجليلي لازالت ظلال رأفته عالية، وألسنة الأنام لعلو مكارمه تالية. ولا بأس بإيرادها في هذا المحل وهي:
أبرق بدا يا صاح أم طلع الفجر ... أم ابتسمت ليلى فبان لها ثغر
أم الصبح أم هذا الجبين الذي بدا ... أم الشمس أم فرق الحبيبة أم بدر
رعى الله خودا قد أرتنا محاسنا ... من الصبح وجها والظلام هو الشعر
وثغرا كشهد والرضاب حلاوة ... وأشفاف ياقوت لقد حفها در
ونهدا كرمان وصدرا كمرمر ... وما شاقني منها سوى الردف والخصر
فلله كم قد بت منها على هنا ... تقضت به أوقاتنا حيث لا عذر
وقد خان دهري وانقضى العمر بالجفا ... ومن اكبر الآفات في مثله العمر
سقى الله أطلالا ضممن رواتعا ... كأنهم من حسنهم أنجم زهر
بهم ذبت شوقا في البعاد وحرقة ... فهيهات أن يسمح بقربهم الدهر
فما كنت أدري حين ينعش خاطري ... بألفاظ سحر ذلك اللفظ أم سحر
أم الريق ما يسقينني أم سلافة ... من الثغر أم شهد رضاب أم الخمر
تسامرني ريم الفلاة وليس لي ... سوى الوصل في أسمارها أبدا سمر
كأن الحسين المجتبى في لقائه ... إذا أمه راج وقد حفه بشر
همام إمام بالمعالي ومسند ... له الفضل والإحسان والسعد والنصر
له الراحة الرحباء في كل منهل ... تسح لنا جودا وفي ذاته يسر
غمام له الفضل العظيم من العطا ... وقطر ولكن وكفه حيث لا قطر
تظلله يوم الحروب سحائب ... من الطير إذا ما انفك عن جيشه النسر
له في قراهم كل يوم ولائم ... سباسب تدري فتكه في العلا قفر
صفحة ٣٩