============================================================
ااوان، ولا ليل ولا نهار، ولا غامر ولا عمار، ولا بحار ولا قفار، ولا لك دوار، غير مولانا البار، العلي الجبار، سبحانه وتعالى عما يصفون.
معما اني اقول بتوفيق مولانا سبحانه وتأييده ان المولى سبحانه لا يدخل تحت الاسماء والصفات واللغات ، ولا اقول بانه قديم ولا أزل أان القديم والأزل مخلوقان جميعا، والبار العلي جل ذكره خالقهما ومكونهما، حقيقية لاهوته لا تدرك بالأوهام والحواس، ولا تعرف بالرأي والقياس، ولا له مكان معروف فيكون محصورا فيه وتخلو باقية الأمكنة منه، ولا يخلو منه مكان فيكون عاجز القدرة، ولا هو بأول فيحتاج إلى اخر، ولا بآخر فيكون له أول ، ولا بظاهر فيحتاج إلى باطن حتما ، ولا باطن فيكون يستتر بظاهر جرما، لأن كل اسم منها يحتاج إلى شكله ضرورة، ولا اقول أيضا بان له نفسا ولا روحا، فيكون يشبه المخلوقين ويدخل تحت الزيادة والنقصان، ولا أقول ان17 له شخصا ولا جسما ولا شبحا، ولا صورة ولا جوهرا ولا عرضا، لأن كل اسم منها لا بد له ضرورة من شبه ستة حدود، وهي فوق وتحت ويمين وشمال وخلف وقدام، وكلما يقع عليه اسم الشبه يحتاج إلى شبهه، وهذه الستة محتاجة إلى الستة، وهكذا إلى ما لا نهاية له في العدد، والبار العلي سبحانه يجل عن الأعداد والأزواج والأفراد، ولا اقول انه شيء فيقع به الهللاك، ولا اقول انه لا شيء فيكون معدوما مفقودا، ولا هو على يء فيكون محمولا عليه، ولا هو في شيء فيكون محاطأ به، ولا متعلق بشيء فيكون قد التجأ إليه ، ولا هو قائم ولا جالس ولا نائم ولا ساهر، ولا له شبه ولا ذاهب ولا جائي ولا مار، ولا لطيف ولا كثيف
صفحة ٥٨١