397

رسائل ابن حزم الأندلسي

محقق

إحسان عباس

الناشر

المؤسسة العربية للدراسات والنشر

يسلم صديقك من ظلمك، وأما إبعاده فمن فعل من لا عقل له، ومن قد كتب عليه الشقاء؛ ليس الحلم تقريب العدو، ولكنه مسالمتهم مع التحفظ منهم.
١٩٥ -[كم رأينا من فاخر بما عنده من المتاع، كان ذلك سببًا لهلاكه، فإياك وهذا الباب الذي هو ضر محض لا منفعة فيه أصلًا] .
١٩٦ -[كم شاهدنا ممن أهلكه كلامه ولم نر قط أحدًا بلغنا أنه أهلكه سكوته، فلا تتكلم إلا بما يقربك من خالقك، فإن خفت ظالمًا فاسكت] .
١٩٧ - قلما رأيت امرًا أمكن فضيع إلا فات (١) فلم يمكن بعد.
١٩٨ - محن الإنسان في دهره كثيرة، وأعظمها محنته بأهل نوعه من الأنس [وداء] (٢) الإنسان بالناس اعظم من دائه بالسباع الكلبة والأفاعي الضارية، لأن التحفظ من كل ما ذكرنا ممكن، ولا يمكن التحفظ من الإنس أصلًا.
١٩٩ - الغالب على الناس النفاق، ومن العجب انه لا يجوز مع ذلك عندهم إلا من نافقهم.
٢٠٠ - لو قال قائل ان في الطبائع مزية كرية (٣) لأن أطراف الأضداد تلتقي، لم يبعد من الصدق. وقد نجد نتائج الأضداد تتساوى، فنجد المرء يبكي من الفرح ومن الحزن، ونجد فرط المودة يلتقي مع فرط البغضة في تتبع العثرات، وقد يكون ذلك سببًا للقطيعة عند عدم الصبر والإنصاف.

(١) ص: الأوقات، ولعلها الا وفات.
(٢) زيادة من م.
(٣) ص: كرية مزية.

1 / 402