رحمة للعالمين
الناشر
دار السلام للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
مكان النشر
الرياض
تصانيف
﵄ أرادا الهجرة معي، وفي وقت الرحيل وصل عياش إلا أن هشام لم يصل فقد بلغ كفار قريش خبره فحبسوه.
ولم يكد عياش ﵁ يصل إلى المدينة حتى وصل إليها أبو جهل والحارث، وعياش بن أبي ربيعة ابن عمهما وأخاهما لأمهما. فقال أبو جهل والحارث لعياش: لقد ساء حال أمك بعد رحيلك وأقسمت ألا يمس رأسها مشط ولا تستظل من شمس حتى تراك فلتذهب معنا يا أخي حتى تستريح أمك.
قال عمر الفاروق ﵁: يا عياش يبدو أنها خدعة ولو آذى القمل أمك لامتشطت ولو اشتد عليها حر مكة لاستظلت، فلا تذهب.
قال عياش: لا، أعود أبر بقسم أمي.
قال عمر الفاروق: إذا كان الأمر كذلك، فخذ ناقتي هذه فإنها نجيبة ذلول فالزم ظهرها فإن رابك من القوم ريب فانج عليها.
فأخذ عياش ﵁ الناقة، ومضى الثلاثة، وذات يوم وهم في الطريق بالقرب من مكة قال أبو جهل: لقد استغلظت بعيري هذا، أفلا تعقبني على ناقتك هذه؟ قال عياش: بلى.
ولما أناخ كل منهم رحله، واستووا بالأرض عدوا عليه فأوثقاه وربطاه ثم دخلا به مكة هكذا. وكانا يقولان بفخر: انظروا هكذا فليكن عقاب سفهائكم وهكذا سجن عياش ﵁ مع هشام بن العاص وحين وصل النبي ﷺ إلى المدينة، قام الوليد بن المغيرة بتحقيق أمنيته رسول الله ﷺ فخرج إلى مكة وأخرجهما من محبسهما (١).
وتكفي هذه القصص الثلاث لبيان المشكلات والمصاعب التي واجهت المسلمين أثناء الهجرة، فترك الوطن والبيت ليس بالامتحان والابتلاء السهل.
الهجرة:
حين لم يبق في مكة من المسلمين إلا القليل، ولم يبق من مشاهير الصحابة إلا أبو بكر وعلي ﵄، رأت قريش مكة أن الفرصة قد حانت لقتل محمد.
(١) سيرة ابن هشام المجلد الأول ١٦٧، المجلد ٢/ ١١٨.
1 / 76