رحمة للعالمين
الناشر
دار السلام للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
مكان النشر
الرياض
تصانيف
= "محمديم" بالحب أو العشق خطأ، ولعل هناك من يقول إن قدوم محمد في عشرة آلاف مقاتل إلى مكة لا يمثل هذه النبوءة ولهذا نذكر هنا مصادر أخرى لبيان اسم مكة، فقد جاء في كتاب التثنية، الأصحاح ٣٣/ ١، ٢) هذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته، فقال: جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران، أتى مع عشرة آلاف من القديسين وفي يده اليمنى شريعة من نار". والمراد بالمجيئ من سيناء، مجيئ موسى ﵇، وبمجيئ الرب من سعير أي مجيئ عيسى وبقية الأخبار هي النبوءة المتعلقة بمحمد رسول الله ﷺ الذي ظهر مع عشرة آلاف من الصحابة من جبل فاران، والمراد بشريعة من نار هي الشريعة النورية والسماوية لأن موسى سمع كلام الرب من خلال النار، والمراد [لهم] أن أهل مكة أسلموا حين فتحت مكة. (١) زاد المعاد ١/ ٤١٣؛ وابن هشام ٢/ ٤٠١. (٢) فتوح البلدان للبلاذري، [ص:٤٥]، وابن هشام ٤/ ٣٩، وابن سعد ٢/ ١٣٤، ولنلاحظ ما ورد في كتاب النبي ملاخي الأصحاح ٣ [ص:١٣٥٦]: ها أنذا أرسل ملاك فيهيئ الطريق أمامي ويأتي بغتة إلى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هو ذا يأتي قال رب الجنود، ومن يحتمل يوم مجيئه ومن يثبت عند ظهوره؟ " وهذه العبارة الإلهامية تدل على أن الجميع كانوا يتطلعون بشوق إلى الرسول الموعود وإلى معرفة علاماته، وكان الأنبياء السابقون يرون أن من واجبهم بيان علاماته، وكتاب النبي ملاخي آخر كتب العهد القديم، فمن تصدق عليه هذه النبوءة إما أن يكون =
1 / 109