وصحة في مقابلة الإيجاب، يقال: الفاعل يقع منه الفعل على سبيل الصحة، بمعنى أنه مخير في ذلك، ولا يقع منه على سبيل الإيجاب، بمعنى أنه ليس بمخير.
وصحة بمعنى زوال الأسقام، يقال: صح العليل من سقمه.
وصحة بمعنى إعتدال المزاج، يقال: فلان صحيح، أي معتدل الطبائع والمزاج كما يقوله الأطباء، والصحة: إسم للتأليف الذي تحله الحياة، سمي تأليف أحدنا صحة.
وصحة بمعنى الإجزاء، يقال: صلاة فلان صحيحة، أي مجزية.
وصحة بمعنى إجتماع الشرائط المعتبرة شرعا، يقال: عقد هذا البيع صحيح، المعنى: أن شرائط البيع مجتمعة فيه، أفاد هذا في شرح الخلاصة.
واعلم: أن المتكلمين يستدلون على أن الله سبحانه قادر بأن الفعل قد صح منه، والفعل لا يصح إلا من قادر، ومرادهم بالصحة هنا الإمكان، ومعناه أن الفعل كان ممكنا قبل وجوده، والدليل على ذلك أن الفعل قد وقع والوقوع فرع الصحة، فلو كان مستحيلا لما وقع، وفي البيت إشارة إلى عجائب المخلوقات في البر والبحر.
قوله: (ولما رأينا الشاهدين تخالفا...إلخ) يعني أن الحيين في الشاهد لما اتفقا في كونهما حيين، وافترقا، فصح من أحدهما ما تعذر على الآخر، علمنا المفارقة بينهما قطعا، فعلمنا أن من صح منه الفعل فهو قادر.
صفحة ١٦