المسألة الثانية والثالثة (فيمن وعد الله العقاب من الكفار)
والفساق ومات مصرا على ذلك فهو من أهل النار)
ومن مات من بعد الوعيد بكفره .... فإن جزاه النار أعظمه تبري
كذاك من الفساق من مات عاصيا .... فإن له نارا مؤججة الجمر
يخلده الباري غدا (1) في عذابها .... وما إن له في النار يكشف من ضر
بذلك جاء النص وهو مؤيد .... بتحقيق برهان من الكلم الغر
يجب على المكلف أن يعتقد أن من توعده الله تعالى من الكفار بالنار فإنه إذا مات مصرا على كفره وغير تائب منه صاير إلى النار ومخلد فيها خلودا دائما، وهذا هو مذهب أهل الإسلام إلا ما يحكى عن مقاتل بن سليمان وقوم من أهل خراسان فإنهم زعموا أن الكفار لا يدخلون النار، وأما الدوام فالخلاف فيه مع جهم والبطيحي والكرامية، أما جهم فحكي عنه أن العذاب ينقطع عن الكفار، وأما الكرامية فزعموا أن الكفار يخرجون من النار، وهذه المذاهب كلها باطلة لأنها خلاف المعلوم من دين النبي ومخالفة أيضا لصرائح القرآن ومخالفة لإجماع المسلمين وللمعلوم من الدين ضرورة.
صفحة ٤٠