المسألة الثانية (في أن للعبد فعلا يحدثه على حسب إرادته)
ولم نثبت الكسب الفري ولم نضف .... إلى الله أفعال العباد(1) التي تجري
تبارك رب العرش عن كل فرية .... تضاف إليه إن ذاك من الهجر(2)
وكيف يكون الكفر منه وأنه .... نهانا عن الإشراك بالله والكفر
ولو كانت الأفعال منه كقولهم .... تقدس عن قول الضلالة والخسر
إذا لم يكن مدح وذم ولم يكن .... ليحسن فعل النهي للعبد والأمر
مذهب الزيدية والمعتزلة وبعض الإمامية وبه قالت الخوارج وكثير من غيرهم: أن أفعال العباد منهم لا من الله تعالى خيرها وشرها حسنها وقبيحها، وأنهم المحدثون لتصرفاتهم من معاصيهم وطاعاتهم وسائر أفعالهم من قيامهم وقعودهم واعتقاداتهم وظنونهم وإقرارهم وجحودهم، بفعل الحسن يثابون ويمدحون، وبفعل القبيح يعاقبون ويذمون.
صفحة ٢٨