رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب

تاج الدين السبكي ت. 771 هجري
89

رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب

محقق

علي محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود

الناشر

عالم الكتب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هجري

مكان النشر

بيروت

سالبة، وَعكس كل قَضِيَّة تَحْويل مفرديها على وَجه يصدق؛ فعكس الْكُلية الْمُوجبَة جزئية مُوجبَة، وَعكس الْكُلية السالبة مثلهَا، ... ... ... ... ... ... ... ... هَامِش كُلية سالبة "؛ وَهُوَ وَاضح. " وَعكس كل قَضِيَّة تَحْويل مفرديها "؛ بِأَن يَجْعَل الْمَوْضُوع مَحْمُولا، والمحمول مَوْضُوعا، والتالي مقدما، والمقدم تاليا؛ " على وَجه يصدق "، أَي: على تَقْدِير صدق الأَصْل، لَا فِي نفس الْأَمر؛ إِذْ قد يكذب هُوَ وَأَصله؛ مثل: كل إِنْسَان حجر، عَكسه: بعض الْحجر إِنْسَان، وهما كاذبان، لَكِن لَو صدق الأَصْل، لصدق. وعَلى هَذَا " فعكس الْكُلية الْمُوجبَة "، سَوَاء كَانَت حملية أَو شَرْطِيَّة مُتَّصِلَة - " جزئية مُوجبَة "؛ لِأَن الْمَوْضُوع والمحمول قد التقيا فِي ذَات صدقا عَلَيْهَا، فَيصدق الْمَوْضُوع على بعض مَا صدق عَلَيْهِ الْمَحْمُول؛ لَكِن الْمَحْمُول والتالي قد يكونَانِ أَعم من الْمَوْضُوع والمقدم؛ فيثبتان حَيْثُ لَا ثُبُوت للموضوع والمقدم، فَلَا يلْزم الْكُلية، وَهَذَا مِثَال: كل إِنْسَان حَيَوَان، وَكلما كَانَ الشَّيْء إنْسَانا، فَهُوَ حَيَوَان؛ فَلَا يكون عكسهما كليا، بل يكون جزئيا؛ لِأَنَّهُ إِذا صدق: كل إِنْسَان حَيَوَان، وَجب أَن يصدق: بعض الْحَيَوَان إِنْسَان، وَألا يصدق: لَا شَيْء من

1 / 317